أفلام فلسطينية ممنوعة في «مهرجان السينما الفرنسية العربية»
أعلن المركز الثقافي الفرنسي في دمشق إلغاء فيلمين فلسطينيين كانا أدرجا في إطار «مهرجان الأفلام الفرنسية العربية» الذي انطلقت فعالياته في الثالث من تموز الحالي، هما فيلم «ميناء الذاكرة» للمخرج كمال الجعفري، و«الزمن الباقي» لإيليا سليمان.
وفي حين ذكر المركز الثقافي الفرنسي أن الفيلمين لم يصلا المركز، قال مسؤول في وزارة الثقافة السورية إن الفيلمين منعا وفق تقرير مديرية الرقابة الفنية في الوزارة. وأخذ تقرير الرقابة على فيلم إيليا سليمان أولا أن جزءا منه ناطق بالعبرية، كما يتضمن أغنية يغنيها تلاميذ باللغة العبرية تقول كلماتها «إن إسرائيل حقيقة ساطعة كنور الشمس..»، تليها أغنية بالعربية عن «عيد الاستقلال».
ويقول التقرير، على ما ذكر المسؤول في الوزارة «إن الفيلم يظهر الاحتلال بصورة احتلال ناعم، حيث يدور حوار بين شبان فلسطينيين وجنود إسرائيليين». ويأخذ التقرير على الفيلم كذلك أنه يضمن «ألفاظا قبيحة»، و«يشجع على العلاقات غير الشرعية». ويستنكر التقرير عبارة ساخرة ترد على لسان بائع الجرائد حين يقول «الوطن بشيكل والعرب ببلاش»..
واعتبر التقرير أن في الفيلم «رسالة خفية للتطبيع»، وذلك عبر مشاهد «إنقاذ الفلسطيني لحياة جندي إسرائيلي»، و«تقديم إسرائيلي التبولة للبطل الفلسطيني». وبالنسبة لفيلم «ميناء الذاكرة»، أشار التقرير إلى مشاركة مغنٍ وممثلة إسرائيلية، بالإضافة إلى فنيين إسرائيليين.
وحول فيلم «الزمن الباقي» ينقل دليل المهرجان عن إيليا سليمان قوله «هو سيرة ذاتية جزئيا. مصنوع من أربعة فصول تميز حياة أسرة هي أسرتي، من العام 1948 إلى الزمن الراهن». ويضيف «هذا الفيلم مستوحى من كراسات شخصية لأبي، وتبدأ حين كان مقاتلاً مقاوماً في العام 1948. وكذلك من رسائل كتبتها أمي لأعضاء أسرتها الذين أرغموا على مغادرة البلاد».
ويؤكد سليمان «يمزج الفيلم ذكرياتي الشخصية عنهم ومعهم، ويرسم صورة الحياة اليومية لهؤلاء الفلسطينيين الذين بقوا على أرض أجدادهم ويعيشون كأقلية في بلدهم». وفي فيلم «ميناء الذاكرة» للجعفري يتابع المخرج أفراد أسرته بعد أن تلقوا الأمر بإخلاء بيتهم في يافا، ولأنه لا تتوفر لديهم وسائل الدفاع عن أنفسهم فإن «حيواتهم تتأرجح في الارتباك».
وفي مقابل منع هذين الفيلمين، فقد سمح بعرض ثلاثة أفلام للمخرج التسجيلي السوري الراحل عمر أميرالاي. الأول هو فيلم «الدجاج» (1977) الذي يرصد يوميات سكان قرية بعدما شجعتهم الدولة على ترك نشاطاتهم التقليدية للانخراط في تربية الدجاج وإنتاج البيض.
أما فيلم أميرالاي الثاني فهو «الحياة اليومية في قرية سورية» (1974)، الذي جاء إثر زيارة قام بها المخرج مع الكاتب المسرحي الراحل سعد الله ونوس إلى قرية لمراقبة عواقب الإصلاح الزراعي فيها، حيث يجري الكشف عن التفاوتات بين الخطاب الرسمي وواقع حياة أهل القرية.
والفيلم الثالث هو «محاولة عن سد الفرات» (1970) الذي يرصد للأثر الذي تركه بناء السد في حياة سكان القرى المحيطة. ولدى سؤال المسؤول في وزارة الثقافة كيف سمح لفيلمي أميرالاي بالعرض هذه المرة، اكتفى بالقول «لقد تغير الزمن»..