من التراث العامة والولاة

قال ملك لوزيره ما خير ما يرزقه العبد؟ قال: عقل يعيش به، قال: فإن عدمه؟ قال: أدب يتحلى به، قال: فإن عدمه؟ قال: مال يستره، قال: فإن عدمه؟ قال: فصاعقة تحرقه وتريح منه العباد والبلاد.

- ودخل يزيد بن أبي مسلم صاحب شرطة الحجاج، على سليمان بن عبد الملك بعد موت الحجاج، فقال له سليمان: قبّح الله رجلاً أجرك رسنه، وأولاك أمانته، فقال: يا أمير المؤمنين رأيتني والأمر لك، وهو عني مدبر، فلو رأيتني وهو عليّ مقبل، لاستكبرت مني مااستصغرت، واستعظمت مني ما استحقرت، فقال سليمان: أترى الحجاج استقرّ في جهنم، فقال: يا أمير المؤمنين لا تقل ذلك، فإن الحجاج وطأ لكم المنابر، وأذلّ لكم الجبابرة، وهو يجيء يوم القيامة عن يمين أبيك وشمال أخيك فحيثما كانا كان.

- ويذكر أن الحجاج خرج يوماً متنزهاً، فلما فرغ من نزهته صرف عنه أصحابه، و انفرد بنفسه فإذا هو يشيخ من بني عجل فقال له: من أين أيها الشيخ؟ قال: من هذه القرية، قال: كيف ترون عمالكم (ولاتكم ومسؤوليكم)؟ قال: شرّ عمال، يظلمون الناس، ويستحلون أموالهم.

قال: فكيف قولك في الحجاج؟

قال: ذاك ما ولي العراق شرّ منه، قبحه الله، وقبح من استعمله،

قال: أتعرف من أنا؟ قال: لا، قال: أنا الحجاج!!

قال: جعلت فداك، أو تعرف من أنا؟

قال: لا،

قال: أنا فلان بن فلان من بني عجل أصرع في كل يوم مرتين، (أصاب بالصرع والجنون) فضحك الحجاج منه وأمر له بصلة.

- وروى أبو سعيد الخدري قال: قال رسول الله (ص): «إن أشد الناس عذاباً يوم القيامة، الإمام الجائر».

وقال طاوس سليمان بن عبد الملك: هل تدري يا أمير المؤمنين من أشدّ الناس عذاباً يوم القيامة، قال سليمان له: قل، فقال طاوس: أشد الناس عذاباً يوم القيامة رجل أشركه الله في ملكه، فجار في حكمه».

وفي ذمّ احتجاب الحاكم عن الناس قيل:

سأهجركم حتى يلين حجابكم

على أنه لا بد سوف يلينُ

خذوا حذركم من صفوة الدهر إنها

وإن لم تكن خانت فسوف تخونُ

وقال آخر:

سأترك باباً أنت تملك إذنه

ولو كنت أعمى عن جميع المسالك

فلو كنتَ بواب الجنان تركتها

وحوّلت رجلي مسرعاً نحو مالكِ

المرجع: المستطرف في كل فن مستظرف.

■  هشام الباكير

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

آخر تعديل على الجمعة, 11 تشرين2/نوفمبر 2016 14:21