لقمان ديركي لقمان ديركي

صفر بالسلوك نجوم سوريون

لماذا لا يعرف السوريون ابن بلدهم جوان حاجو، وهو الفنان المعروف في أوروبا وفي بلاد أخرى من العالم؟؟

جوان ابن مدينة القامشلي الذي هاجر إلى أوروبا حاملاً معه إرثاً موسيقياً كردياً مزجه مع الإرث الموسيقي العالمي ليخرج إلينا بفن كردي راق. والسؤال دائماً هو: لماذا هو غير معروف في سورية؟ لماذا لا تقام له حفلات هنا أسوة بالحفلات التي أقامها في تركيا ـ حضر حفلته في باتمان وسط الجبال أكثر من نصف مليون شخص ـ وهو السوري الذي يجب على كل سوري أن يفخر به كما يفخر بنجوم بلاده بشكل بديهي وطبيعي؟ من الذي قرر أن الفنان الكردي ليس من حقه أن يكون منتشراً في وطنه الأم؟ لماذا لم يسمع أحد في سورية بسعيد يوسف العبقري الذي أصدرت الحكومة السويدية طابعاً عليه صورته تكريماً له ولفنه ولوطنه أيضاً؟ لماذا لم يسمع السوريون بهذا ايضاً؟! أو ليس إنجازاً سورياً بالنتيجة؟!!

لماذا لا يعرف السوريون شيئاً عن الشاعر العظيم الراحل «جكرخوين» وهو الذي تدرس أشعاره في العديد من دول العالم؟!!

لماذا لا نعرف شيئاً عن الأخوين محمود عزيز ومحمد علي شاكر اللذين قدما الأغنية الكردية الكلاسيكية وتناقلت الأجيال أغانيهما؟!!

لماذا لا نعرف شيئاً عن محمد شيخو صاحب الحالة الخاصة والمميزة، والنبرة الحزينة؟!!

لماذا لا نعرف شيئاً عن جميل هورو الفنان القادم من جبل الأكراد؟!!

ما المشكلة بأن يكون هؤلاء النجوم معروفين في كامل وطنهم، لماذا تتجاهلهم وسائل الإعلام السورية وهم سوريون؟!!!

كنت منذ سنوات في مؤتمر دول بلاد الرافدين في ديار بكر، وهناك كان الناس يسألونني عن هؤلاء النجوم بلهفة، كما لمست أن الكثير من الفنانين المشهورين هناك كانوا يستعينون بأغاني الأكراد السوريين لشدة روعتها ويعيدون غناءها. لقد تجاوز هؤلاء الفنانون حدود الشريط الحدودي إلى العالم الفسيح، ولكنهم لم يستطيعوا تجاوز الحدود الوهمية التي صنعها المتخلفون داخل حدود الوطن الواحد. ألم يكن من الطبيعي أن ينطلق هؤلاء من دمشق عوضاً عن أية عاصمة أخرى، وربما أنكم لا تعرفون كم يحب هؤلاء دمشق، أو لم يصفوا دمشق بالسكّر الحلو؟!!

للأسف إن الوزارات عندنا لا تعرف مهامها، فعندما لا تهتم وزارة الثقافة بالثقافة الموجودة عندها، بل وإنها لا علم لها بها من أصله فهذه كارثة.

آن للمواطنين الأكراد السوريين أن يقدموا ثقافتهم وفنهم للشعب السوري كاملاً، ويحسوا بأنهم جزء من هذا الوطن، أم أن هناك من يرفض أن يكون الأكراد جزءاً من هذا الوطن؟!!

أعزائي وإخوتي .. لقد أهملتم إخوتكم الأكراد فانتبهوا إليهم ومدوا يدكم إليهم ليكونوا معكم داخل حدود الوطن، والأكراد طيلة عمرهم كانوا مثالاً للإخلاص والتفاني، فلماذا لا نعترف بوجودهم وغنائهم وبشعرهم ولغتهم... لماذا؟!!! .. على فكرة .. مو صعبة القصة.

آخر تعديل على الجمعة, 11 تشرين2/نوفمبر 2016 14:21