ربما فسادٌ مرئيٌّ
امتلأت المدينة بصور المرشّحين لعضوية مجلس الشّعب، وباتت الجدران، الشوارع، الأعمدة.. بورتريهات معلّقة.
والسؤال: لماذا ظهرت تلك الصور بهذا البؤس الفنيّ، أيعقل أنه لا وجود لمصوري فوتوغراف محترفين؟ أم للأمر علاقة بغشّ المطابع التي انتهزت زحمة الموسم الديمقراطي كي تمارس استبدادها؟
في هذا المعرض المفتوح، كلّ اللّقطات أخذت كيفما اتفق، لا حساب لحركة الوجه، لا قياس دقيق لكمية الضوء والظل، لا اهتمام بتناسق الألوان.. والحصيلة في النهاية فقدان للجاذبية.
لم نكنْ نطلب ملكات وملوك جمال، أو نجوماً، ليمثلوننا في البرلمان، كل ما كنّا نريده هو القليل من الاهتمام العملي بتأثير الصورة، ودراسة دورها في جذب الجمهور، بما يخدم البرنامج السياسي للنائب القادم، لا أن يطلعوا بعمل استديوهات شعبية، وتكبير صور الهويات الشخصية، لطيب نية، على الغالب، باعتبار الحالة أهلية محلية، ولا حاجة للتبروز. ومن وجهٍ آخر، لم يفعلوا شيئاً من ذلك لأنهم يدركون أنهم لا يحتاجون إليه.
على كلٍّ، ها نحن ذا، نعبر هذا اليم شاردين بلا رغبةٍ في النظر خشية اصطدام العين بصورة مرشّح.
■ عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.