لقمان ديركي لقمان ديركي

صفر بالسلوك أسطورة «صلاحو»

صلاح رسول مطرب الأعراس الكردية الأول، إنه «صلاحو» » الذي يتلاعب بأجساد الراقصين بأصابعه البهلوانية التي تتراقص على زند البزق، إنه معبود الجماهير وخاصة شباب حي قدور بك في القامشلي

وهو أسطورة حية حيثما تحرك تتحرك القصص والروايات عنه، فهو الذي كان يعزف في عرس فتوقف عازف في عرس مجاور عن العزف وانهمك بالرقص على أنغام طنبور «صلاحو» من العرس الآخر، وهو الذي أصدر إمام جامع ظريف فرماناً يقضي بعدم إقامة الأعراس التي يعزف فيها قرب الجوامع لأن المصلين عندما يسمعون عزفه يرقصون مباشرة وبدون وعي، وهو الذي يقود فريقاً خاسراً على الدوام بكرة القدم بسبب كونه قلباً للهجوم بينما نظاراته سميكة لا تسمح له برؤية المرمى جيداً، وهو الذي ألّف أغنية عن مرافقه خير الله عازف الدربكة الأول في الجزيرة، وهو الذي أوقف أغنية كان يغنيها بسبب ضغط الجماهير عليه كي يغني أغنيته الشهيرة «كروانو» فتوقف عن الغناء والعزف فجأة وقال: «ماذا أفعل.. الجمهور يريد كروانو»، ثم انطلق بـ «كروانو» وسط لهيب تصفيق الجماهير، وهو الذي تحدث في مقابلة لإذاعة مصرية باللغة الكردية لكن بلهجة مصرية، وهو الذي قال: «انشقت .... نا .. لحتى وصلنا لمستوى فريد الأطرش».

كان «صلاحو» ملك الأعراس الكردية، وكان العرس الذي فيه «صلاحو» هو العرس الأفضل، وكان بالإضافة لفنه يعمل في محل له لبيع الكاسيتات، فكان محله ملتقى لعشاقه من الفهمانين بالفن حيث يتبادلون النقاشات الفنية، ومن أساطير «صلاحو» أنه كان يعزف في عرس قريب من دار للعزاء فاضطر المعزون للرقص ودخلوا في غيبوبة «صلاحو»، كما لا ينسى شباب قدور بك كيف صوّر أبو روجين فيديو كليب على ضفاف نهر جغجغ وبدل أن يرمي بحجر صغير الى النهر كالعادة حمل أبو روجين حجراً كبيراٍ ورماه فأيقظ كلباً نائماً حوّل الأفراح إلى أتراح.

ارتبطت الطرفة بـ «صلاحو» كما ارتبطت به المهارة والحيوية، وهو كمثله من المطربين الأكراد لم يجد سوقاً لأغانيه سوى الأعراس لأسباب كثيرة بتنا نعرفها ولم نعد بحاجة إلى تكرارها، «صلاحو» المهاجر إلى ألمانيا ، يتنقل بين الأعراس أيضاً وينقل القامشلي معه أينما حل وارتحل، فتغلي بقعة من ألمانيا بروح الجزيرة ورقصها تحت سطوة بزق «صلاحو» المهاجر.

وبعد «صلاحو» بقيت الأغنية الكردية الشعبية حاضرة وجاء مطربون شعبيون جدد ينقلون البهجة إلى الأعراس، بل واستعار العرب في الجزيرة الموسيقا الشعبية الكردية وشكلوا بها ظاهرة جديدة من البهجة، ومع ذلك لا مهرجان في الجزيرة، لا أسبوع من الفرح، وكأن البهجة ممنوعة على الجزيرة، كم أتمنى أن يقام مهرجان للأغنية الشعبية الكردية في القامشلي، وأن يتم تكريم صلاح رسول في أول دورة من هذا المهرجان. صعبة؟!!!

آخر تعديل على الأحد, 13 تشرين2/نوفمبر 2016 22:50