من التراث «فيمن عشق وعفّ»
● مرّ عمر بن الخطاب (رض) ليلة في بعض سكك المدينة فسمع امرأة تقول:
ألا طال هذا الليل وازور جانبه
وليس إلى جنبي خليلٌ ألاعبه
فوالله لولا الله تخشى عواقبه
تحرّك من هذا السرير جوانبه
مخافة ربي والحياء يعفني
وإكرام بعلي أن تنال مراتبه
فسأل عمر عنها، فقيل له: إنها امرأة فلان، وله في الغزاة ثمانية أشهر، فأمر عمر أن لا يغيب الرجل عن امرأته أكثر من أربعة أشهر.
● وأنشد المبرد:
ما إن دعاني الهوى لفاحشة
إلا نهاني الحياء والكرم
فلا إلى فاحشة مددت يدي
ولا مشت بي لزلة قدم
● ونزل رجل على صديق له مستتراً خائفاً من عدو له، فأنزله في منزله وتركه فيه وسافر لبعض حوائجه وقال لامرأته: أوصيك بضيفي خيراً، فلما عاد بعد شهر قال لها: كيف ضيفنا؟؟ قالت: ما أشغله بالعمى عن كل شيء، وكان الضيف قد أطبق عينيه، فلم ينظر إلى امرأة صاحبه، إلى أن عاد من سفره.
● وروي عن ابن عباس قال: قال رسول الله (ص): «من عشق فعفّ فمات فهو شهيد».
● وراود شاب ليلى الأخيلية عن نفسها فاشمأزّت وقالت:
وذي حاجة قلنا له لا تبح بها
فليس إليها ما حييت سبيل
لنا صاحبٌ لا ينبغي أن نخونه
وأنت لأخرى صاحبٌ وخليل
● وكان الأصمعي يستحسن بيتيّ العباس بن الأحنف:
أتأذنون لصب زيارتكم
فعندكم شهوات السمع والبصرِ
لا يظهر الشوق إن طال الجلوس به
عفُ الضمير ولكن فاسق النظر
● ودخلت بثينة على عبد الملك بن مروان فقال لها: يا بثينة ما أرى فيك شيئاً مما كان يقول جميل، فقالت: يا أمير المؤمنين إنه كان يرنو إليّ بعينين ليستا في رأسك، قال: فكيف رأيته في عشقه؟ قالت: كان كما قال الشاعر:
لا والذي تسجد الجباه له
ما لي بما تحت ذيلها خبر
ولا بقيها ولا هممت بها
ما كان إلا الحديث والنظر
● وقالت ليلى العامرية في قيسها:
لم يكن المجنون في حالة
إلا وقد كنت كما كانا
لكنه باح بسرِّ الهوى
وإنني قد ذبت كتمانا
■ هشام الباكير
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.