أيام التصوير الضوئي للعام السابع في دمشق تأملات حول الثقافة المعاصرة للصورة

في عام (2001) أطلق المركز الثقافي بدمشق أيام التصوير الضوئي، بهدف نشر أعمال المصورين والفيديوست الفرنسيين، والجيل الجديد من الشباب في سورية وبلدان الجوار، وإبراز تراث التصوير الضوئي، وإتاحة اللقاءات بين فنانين من أصول مختلفة.

ومنذ ذلك الحين ازدادت أهمية هذه التظاهرة، وبدأت بالتوسع، فكان التعاون مع صالات وغاليريات أخرى مثمراً للغاية.

انطلقت فعاليات «أيام التصوير الضوئي» يوم الأربعاء (2) أيار في خان أسعد باشا، وتتالت في (3) أيار في المركز الثقافي الفرنسي، ومعهد غوته في (7) أيار.. وتستمر الفعاليات حتى نهاية الشهر.. ويذكر أنّ بعض التظاهرات ستعرض في حلب.. وعلى التوازي ستكون هناك محاضرات وورشات تصوير، وإقامات لبعض الفنانين العالميين ليخرجوا بمشاريع جديدة عن مدن ومواقع سورية..

في خان أسعد باشا عدّة تظاهرات، بين التصوير الفوتوغرافي والفيديو، شارك فيها:

ـ عمر بيرقدار (معرض صور/ سورية) حيث يقوم بتركيب جدارية تصويرية، تلتقط مراحل من احتفالية عاشوراء، ويعتمد على العلاقة المؤثرة بين الأبيض والأسود، وما لها من بعد في الوعي الجماعيّ..

ـ أنطوانيا فريتشيه (فيديو/ فرنسا) تقدم ثلاثة أفلام قصيرة، لكل منها اقتراحه البصري والجمالي الخاص، وتلعب المصورة على الجمع بين حركة صورة الفيديو، وثبات صورة الفوتوغراف.

ـ جوزيف كودلكا (معرض صور/ فرنسا)، وهذا الفنان المولود عام (1938) يعتبر من أكبر قامات التصوير الضوئي حالياً، وكان أندريه بروتون يلقبه «العين المتوحشة». يقدم مختارات متسلسلة من مسار تجربته الطويلة، مركزاً على مواضيعه الأثيرة: الغجر والمسرح والأعياد الدينية.

ـ ريمي ليدورو (معرض صور/ فرنسا)، تؤكد صوره على جمالية الخداع والتلاعب، ففي حين تأتي الصورة حقيقية، تذهب العين مع غش لتستحسن براعة التركيب... إنه بحث عن الغرابة، المخالف، الخيالي، الموجود في متناول أيدينا.

ـ أندريه ميريان (معرض صور/ فرنسا) يتابع ما بدأه في الدورة الماضية لأيام التصوير، وهو ما يطرأ على المكان من تحولات يقوم بها الإنسان، عبر ملاحقة سيرة مكان بات تغيير الشكل لديه هواية، تعلمها من التوسع السكاني.

ـ سيبريان ديدورفاردر (فيديو/ فرنسا).. فيلمه القصير (إسكال) الذي صور محطّة قطار، من داخل إحدى العربات، دعوة لإشراك المتلقي في الركوب، أو مراقبة رصيف المحطة، فشريط الفيديو المبتكر لا يعمل حتى يجلس المشاهد على كرسي مقابل الشاشة.. وبالجلوس تتحرك الصورة، ويسير القطار، وكذلك تبدأ حركة الناس بالظهور، ليصبح المشاهد، الداخل في هذه اللعبة، راكباً في القطار..

ـ علي شري (فيديو/ لبنان) عنوان الفيلم الذي لا يتجاوز (12 دقيقة) هو «مبني على السكون» وهو صور لآثار حرب تموز (2006) على مدينة بيروت.

ـ أكرم زعتري (فيديو/ لبنان).. يهتم هذا الفنان اللبناني الذي أنجز أكثر من أربعين فيلماً، بين قصير وطويل، بالمصور اللبناني هاشم المدني المولود عام (1928).. وفي الفيلم القصير الذي يحققه عنه ينقل لنا صور عطلة المدني مع أسرته وأصدقائه في مصر ولبنان في سنوات الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي.

ـ عرفان خليفة (فيديو/ سورية) يقدم أربعة أفلام قصيرة تعتمد على الأفكار والتقنيات، ضمن تجريبية مغامرة..

ـ هارون سيمونيان (فيديو/ أرمينيا) يدخل إلى منطقة غريبة ومحيرة ليصور حجرة مصعد، من الداخل، أثناء الصعود والنزول..

ـ محمد حاج قاب (معرض صور/ سورية).. يسمّي هذا المصور الجوّال صور الأشخاص التي التقطها خلال أسفاره بـ «تذكاراتي في السفر»، حيث يقدّم رجالاً ونساءً، لا نعرف عنهم شيئاً، يرتدون أزياءهم التقليدية.. ليقول هذا ما غنمته خلال ترحالي..كان قاب، في مشروع سابق، قد تطرق للجسد، من خلال تصويره للعب باربي التي عمل على تحويرها بالضوء حتى لنصدق أنها من لحم ودم..

ـ سلام الحسن (معرض صور/ سورية) يجمع صور أناس ينتظرون عند مواقف الباصات، ويعيد لصقها، وكأنه يعيد تشكيل المكان والبشر.

ـ نديم آدو (معرض صور/ سورية) اشتغل على مجموعة متسلسلة من صور الوجوه، يحدق أصحابها بالكاميرا، وقد ترك مرآةً بحجم الصور، لتضع نفسك، وتنضم إلى هذه القائمة.. ويبدو أنّ مرآة آدو وبؤرة الدلالة تسعى، في مقصدها البعيد البعيد، إلى جعل المجموعة لا نهائية.

ـ وائل خليفة (معرض صور/ سورية) يرصد لحظة الموت من خلال عملية تساقط أوراق الشجر، وبشعرية عالية، يدفن جسداً إنسانياً تحت الأوراق، ليكتمل سؤال الزمن وعلاقة الجسد بالموت، والمفارقة أنّ العملية تتم داخل إطار صاخب بالألوان المتلألئة.

ـ وإضافة إلى كل ذلك ثمة مجموعة (تصوير ضوئي) كبيرة، كان أصحابها قد عملوا ضمن ورشات بإدارة الفنان يوجيني دولبرغ، وقد حاولت رصد المحيط الإنساني، والعلاقات الاجتماعية، والحياة اليومية بعيون المرأة.. ومن المشاركات السورية ملك قادبية ولبنى الشريف وخيرية سليمان ونوارة محفوض وعزة مخلوق، أما العراقيات فاكتفين بالاسم الأول فقط، ديمة ولجين وريا وآخريات...!

أما في المركز الثقافي الفرنسي فقد افتتح معرض الفنان الإيراني خسرو حسن زادة، وقد جاءت أعماله مزيجاً من الرسم والتصوير الضوئي والكولاج، لتعالج وقائع سياسية واجتماعية تعيشها بلاده.

بالنسبة لصالة (معهد غوته) فتعرض مجموعة (تصوير ضوئي) للفنانة الألمانية سانا ميريكه تحت عنوان «سورية عمل قيد الإنجاز» وهو صور مختلفة لسورية على وجه العموم، ولنسائها على وجه الخصوص، لتخرج العين من التنميط والتأطير الذي تمارسه وسائل الإعلام الغربية..

آخر تعديل على الإثنين, 14 تشرين2/نوفمبر 2016 12:04