كاميرا محمولة

●ما إن صعد أحد الشعراء إلى المنصة حتى وقف أحد أقربائه يصفّق ويهلّل: يرافو.. برافو. رغم أن الشاعر لم يقرأ كلمة بعد، وكل ما قاله: مساء الخير.

درجتْ في المهرجان أن تقوم شاعرة من المشاركات بتقديم زملائها. وحدث، قبل بدء إحدى الأماسي، أن وقفت الشاعرة ـ المقدمة تنادي على الشعراء فرداً.. فرداً كما في قاعة درسية، ولا تكف عن المناداة على الشاعر حتى يجيبها: حاضر. لتأتي إليه وتأخذ معلومات من (CV).
● في بداية المهرجان استغربنا أنّ عدد الجمهور يتناقص كلما أنهى شاعر ما قراءاته، فيما بعد فهمنا أن فكرة (الشعراء يتبعهم الغاوون) أصبحت (الشعراء يتبعهم أولادهم وزوجاتهم وجيرانهم).
● شاعرة حزينة قرأت نصاً في رثاء أبيها، تأثرت كثيراً حتى تهدّج صوتها، وأوشكت على البكاء، بل إنّ دموعها انهمرت مدرارةً وهي تسير إلى مقعدها، لكنّ أحداً من الجمهور لم يبدِ أيّ تعاطف معها، وظل الجميع محايدين تماماً، ذلك أنّ النص نفسه كان محايداً تماماً.
● في (مهرجان قصيدة النثر) كثيرون من قدّموا قصائد تفعيلة، ومن النوع الرديء أيضاً.
● شقيق أحد الشعراء (عرفنا ذلك بسبب الشبه ليس إلا) له علاقة بالإخراج المسرحي، كان يعطي أخاه تعليمات من بين الكراسي، مرّة باليدين ليرفع صوته، ومرّة بإشارة إلى الكتفين ليحسّن وقفته، وأخيراً برفع الإبهام أنْ ممتاز.. ما لم يعرفه الأخوان، بالأخص الشاعر، أننا صفقنا لهذه الحالة الكوميدية لا أكثر ولا أقل.
● إحدى الشاعرات طالبت صحفياً بإرجاع الصورة التي التقطها لها، لأنها لم تنشر، فحاول إفهامها بأن الصورة أخذت بكاميرا ديجتال، ولا يمكن إعادتها، وأنه سوف يمحوها حين يعود نزولاً عند رغبتها. ولما لم تقتنع بأيٍّ مما قاله، صرخ بها: (هل تعرفين لماذا لم تنشر؟ لعدم أهميتها!).