عذراً زيد جبري..
أثناء تغطية «قاسيون» للمؤتمر الصحفي الذي أُطلقت فيه «أوركسترا دمشق لموسيقى الحجرة»، نسبت بعض أجوبة الفنان زيد جبري لسواه. لذلك، وحرصاً على الموضوعية، نعيد نشر ما تفضل به الأستاذ زيد جبري.. مع الاعتذار...
«إن الدور التربوي للموسيقى يتعدى قدرتها على تعليم الإنسان أن ينصت للآخر، إلى قدرتها على خلق جسر بين الحضارات، فعندما تتعرض ثقافاتنا (كعرب) للهجوم من ثقافات أخرى، ونستطيع إيصال موسيقانا لشعوب هذه الدول، فإننا نفسح المجال للآخر لملامسة إنسانيتنا، وهذا دور مهم جداً، فنحن لسنا خارج الخارطة، لقد قدمنا للحضارة الكثير ومازلنا نقدم، وسنستمر.. وإن مجرد اجتماعنا كموسيقيين عرب يعبر عن فكرة تضامن عربي أخرى..
الموسيقى الجادة هي فكر، والأوركسترا أو الآلة أو الأصوات..، هي أدوات للتعبير عن فكرة ما، وممكن أن نطلق عليها اسم العربية لأن مشاهدها الثقافية وعناصرها كانت متناولة من الواقع العربي المعاش..
إن جميع الآلات التي تستخدم في الغرب هي ذات أصل عربي، وقد قدمت سورية والوطن العربي الكثير للفكر الإنساني والثقافة الحضارية، فالثقافة والحضارة الإنسانية هي إنسانية قبل كل شيء، ومن المستحيل أن ينسلخ الموسيقي عن جلده وانتمائه، فمهما اختلفت الآلات التي يستخدمها فإنها لن تبعده عن التعبير عن واقعه (المحلي) المعاش، وستبقى ملامحه في موسيقاه، فبقدر ما هو عربي فإن عليه أن يكون إنسانياً (عالمياً) وهذا كثير الأهمية..
الصوت السوري هو فكرة غير واضحة المعالم حتى الآن.. ومشروعنا الحالي هو مشروع تجريبي، ومرحلة بحث حقيقي، وصولاً إلى إسماع صوتنا للعالم الخارجي، وإن الهدف ليس هو صنع موسيقى سورية أو عربية، بقدر ما هو صنع موسيقى عالمية تسمعها جميع الشعوب..
إن الموسيقى غير الجادة تتضمن معظم الأغاني التي تخرج للنور في يومنا هذا، أما الجادة فهي التي يوجد فيها فكر وبحث ومضمون فلسفي ما، ولا نعني بالموسيقى غير الجادة الموسيقى الشعبية بالتأكيد، بل إن الموسيقى الشعبية الأوربية نفسها قد تحولت إلى موسيقى كلاسيكية في مرحلة لاحقة..