هي أمنا
قدم الأخوان رحباني مع فيروز المئات من الأغاني التي أحدثت ثورة في الموسيقى العربية، لتميزها بقصر المدة (على عكس الأغاني العربية السائدة في ذلك الحين والتي كانت تمتاز بالطول) وبساطة التعبير وعمق الفكرة الموسيقية وتنوع المواضيع، حيث غنت فيروز الحب والأطفال، الحزن والفرح، الوطن، الأم..
وقُدّم عدد كبير من هذه الأغاني ضمن مجموعة مسرحيات من تأليف وتلحين الأخوين رحباني، وصل عددها إلى اثنتي عشرة مسرحية.. تنوعت مواضيعها بين نقد الحاكم والشعب وتمجيد البطولة والحب بشتى أنواعه.
غنت فيروز للعديد من الشعراء والملحنين، وفي أغلب المهرجانات الكبرى في العالم العربي. وأطلق عليها عدة ألقاب منها «سفيرتنا إلى النجوم» و«صاحبة الصوت المخملي»..
بعد وفاة زوجها عاصي عام 1986، خاضت تجارب عديدة مع مجموعة ملحنين ومؤلفين من أبرزهم فلمون وهبة وزكي ناصيف، لكنها عملت بشكل رئيسي مع ابنها زياد الرحباني الذي قدم لها مجموعة كبيرة من الأغاني أبرزت موهبته وقدرته على خلق نمط موسيقي خاص به يستقي من الموسيقى العربية والموسيقى العالمية، وما زالت مسيرة الأم والابن مستمرة، وقد تجلت هذه المرحلة بالعديد من الألبومات من أبرزها«معرفتي فيك» و«كيفك إنت» و«فيروز في بيت الدين 2000» و«ولا كيف»..
مكانة فيروز، في الوجدان العربي، هي الأولى دون منازع، وصورتها لا تبرح صورة الأم، فهي الأم الروحية لشعب ما يزال يحلم بحياة كالأغاني الفيروزية التي تشبه السماء.