مختارات من «النشيد الرابع»

إنّي قذر. القمل يقضمني. الخنازير، عندما تنظر إليّ تتقيأ. قشور البرص وندوبه سفطت جلدي، المغطى بالقيح الأصفر.

 إني لا أعرف ماء الأنهار، ولا ندى الغيوم. فوق عنقي، كما فوق زبل، نما ثمة فطر ضخم، ذو سويقات صِيوانية. إني لم أُحرِّك، جالساً فوق أثاث بلا شكل محدود، أعضائي منذ أربعة أجيال. أقدامي تجذّرت في التربة وتشكل حتى بطني، نوعاً من نبات حي، مملوء بطفيليات مقززة، ليس مشتقاً بَعد من العشب، ولم يعد لحماً. ومع ذلك فإن قلبي ينبض. لكن أنّى له أن ينبض، لو لم تكن عفونة وفوحانات جثتي (لا أجرؤ أن أقول جسدي) تغذيه بغزارة؟ تحت إبطي الأيسر، اتخذت منه عائلة من الضفادع مقرا لهاً، وعندما يتحرك أحدهما، فإنه يدغدغني. حاذروا أن يهرب ضفدعٌ من تحت إبطي، ويأتي يحكّ بفمه، باطن إذنكم: إنه قد يكون خليقاً بعد ذلك بدخول دماغكم.

* لوتريامون

«أناشيد مالدورور»