ركن الوراقين
وحيداً كذئب الفرزدق
تكتسي هذه المختارات الشعرية أهمية خاصة لكون معدّها الناقد صبحي حديدي حاول التّأكيد على العلامات المميزة لتجربة الشاعر الأردني أمجد ناصر، وأبرزها العبور الشائك من النّثر الشعري إلى قصيدة النثر بمعناها الحقيقي في المنبع الأوروبي.
قدّمت المختارات لمحة بانورامية من قصائد ناصر، وركّزت، بشكل كبير، على مجموعته الأخيرة «حياة كسردٍ متقطّع»، مع مقدّمة نقدية يحدد فيها موقع ناصر على خريطة الشعر العربي الجديد. من المختارات (الصادرة عن دار ممدوح عدوان بدمشق) نقتطف: «أيتها الهوادج/ أيتها الهوادج/ يا أجراس الصحراء/ من هنا مرّ الأردنيون حفاة السيوف والأقدام/ في أرواحهم يقدح حجر الصوان/ وفي لحاهم المغبرة تعوي الذئاب.
ومن الجدير بالذكر أن هذه المختارات هي الثالثة التي تحتفي بتجربة ناصر بعد كتابي مختارات من شعره هما «أثر العابر» و«تعويذة لدخول البيت».
الحارس
يختار الروائي المصري عزت القمحاوي لروايته الجديدة «الحارس»، الصادرة عن دار العين (القاهرة 2008)، موضوعاً بالغ الحساسية سياسياً حين يجعل من بطل عنصراً في الحرس الرئاسي، ليطل من خلاله على «تمايز الملامح الإنسانية قبل الوصول إلى السلطة، وتراجعها إلى حدود التلاشي، بعد الوصول إليها» حسب رأي الناقد فيصل درّاج على كلمة الغلاف: «أقام القمحاوي روايته الجديدة «الحارس» على ثلاثة أفكار لامعة: أولها فكرة القامع ـ المقموع، ذلك أن الرواية العربية تعاملت، غالباً، مع شخصية القامع، دون أن تلمس، إلا نادراً، القمع الداخلي الذي يقع عليه. وثانيها: الكيان السلطوي المتكلس الذي تترجمه جملة حركات متناظرة متواترة، تجعل منه كياناً ميتاً، حتى لو بدا غير ذلك، وثالث الأفكار يتجلّى في معنى السلطة المستبدة التي تحتاج الطقوس والإشارات والرموز، قبل أن تحتاج إلى البشر، كما لو كان لباس السلطان هو السلطان».