محمد المطرود محمد المطرود

ولد في أول السادس من 2007

منذ هذا التاريخ صارت ساعته 80 دقيقة بدلاً من 60 وفي هذه الثمانين يكتب أبو حسن المولود في 1953 أي أن ولادته البيولوجية جاءت قبل سيارة الشيفروليه 55 بسنتين، لم يهرم ولم ينسق، وإنتاجه من الشعر منذ أن أبتلي به في ولادته الثانية (الشعرية) بمعدل 7 قصائد في اليوم، وما الكيس الذي يحمله معه أينما ذهب وأينما حل سوى جزء بسيط من (الروائع ) التي ستدخله التاريخ من أوسع أبوابه (كما يرى هو) والشعر لسان حاله أن أراد أن يعبر عن عيد الأم أو المعلم أو مولد النبوي الشريف وكل الأعياد، ولديه حلمان غير مستحيلين في أيامنا هذه، في ظل اختلاط حابل القصيدة النثرية بنابل التفعيلة، وإيهام مدراء المراكز الثقافية بالقافية فيحسبون مايرونه موزوناً، وهو الأصلح لذائقة مدرسية ،حلمه الصغير، أن يصعد منبر المركز الثقافي العربي بالقامشلي، والمدير عبد الله الملالي لا يبخل عليه بذلك ولكن ضمن الإمكانيات، والأهم موافقة مدير الثقافة، ومع هذه التراتبية الوظيفية ، وبعد أن ينفض جمهور المركز بعد النشاط، يحقق أبو حسن حلمه للحظات ولكن دون أياد تصفق مما يجعل تحقق الحلم دون المستوى، وربما القصيدة الأقرب إلى قلبه، هي تلك التي ينتصر فيها لغزّة، ويسب بوش :يا بوش يا ابن(الحاضرة) /قد ضربت الخاصرة /يابوش هل نسيت القاهرة، موسى في انتظارك في الساهرة/اذهب اذهب في الباخرة / رسول حبك ناظرة / إلى ظلك ..إلى فيئك / هناك هناك في الناصرة / أيا بوش هل ذهبت للباصرة / اذهب .. اذهب هي لك ناضرة / تدلك على كل الدروب / سيراً أو في الباخرة « و(الحاضرة) بديل لفظة تخدش الحياء ،وتخرق الآداب العامة، وإذا كانت أمنيته الصغيرة منبر المركز، فحلمه الأكبر أن يصبح بطل الصورة في الفضائيات ويبدأ ذلك بمغادرة الشاعر إلى دمشق وفي حديقة الجامعة يقرأ أشعاره فيلتف الطلاب حوله، ويتزايدون فلا يسعهم المكان، يخرجون إلى شوارع العاصمة فتحصل أزمة المرور الشبيهة بالأزمة التي خلقها حذاء عادل إمام، وتأتي جميع الفضائيات: السورية ،الجزيرة، العربية والعالم وغيرها ،إلى أن يصل الأمر بالناس أينما أداروا الريموت رأوا أبا حسن يقرأ قصائده، وعندها يقول: لشدة الفرح، سأضحك كثيراً، وأضحك، وأضحك، إلى أن أصاب بالجلطة ، فأموت» والحديث عن أبي حسن لا يتم دون الإحاطة بأفكاره حول كثير من القضايا العالقة، المرأة ، الشعر، الغناء، طقوس الكتابة، أفكار تضمنها لقاء بالصوت والصورة أجراه رضوان محمد، فقد أجاب عندما سئل عن رأيه بها :المرأة سبب الإنجاب والمصائب « والإنجاب لا خلاف حول ذلك أما المصائب، أراد المحاور أن يتبين السبب الكامن خلف، المضاف الغريب، فتنصل أبو حسن شعرياً: أحبك تحبيني/ تحبيني أحبك/ أريدك تريديني / تريديني أريدك /أسمعك تسمعيني/قلبي قلبك / وقلبك قلبي « القصيدة لم تنته، وفيها محا كاة للحلاج : يانسيم الريح قولي للرشا ......لم يزدني الورد إلا عطشا» والشاعر اكتفى حذر سرقة الفكرة أو الصياغة لا سيما أن الشعراء يعيشون أزمة الفكرة والأسلوب والأداة، وحتى الأخلاق فهم والحال هذه وأمام نص مذهل كالذي أوردنا مقطعاً منه لا يمكنهم غير التفكير بالسطو عليه.

رأيه في النساء، الشاعرات في الحسكة، رأي متفرد إذ لا يرى ضرورة لوجود المرأة الشاعرة، لأنهن جميلات كتبن الشعر أم لم يكتبن، تنصل آخر من الإجابة بدبلوماسية، يحسد عليها وتحسب له وذلك لأنه يحب النساء، مثلنا، كلنا، الشعراء، وغير الشعراء فلا داعي لإغضابهن لاسيما أنه في موقع (النجومية) ولفت النظر والبيت يتحمل رؤيته: يميناً يساراً شمالاً جنوب.. أنى اتجهتُ أرى محبوب».

ومحبوب ليس اسم علم بل كناية عن كثرة الأحبة، وربما الكثرة مسوغ الإنتاج الوفير، إلى جانب الألم حيث استشهد شاعرنا بلامارتين ،وأضاف أحد الحاضرين قولاً لفا ليري «المعاناة صانعة الإبداع» مما حدا بصانع اللقاء (الفلتة)الذي سيباع للفضائيات (إن شاء الله) بسؤاله عن مشجعيه، فقطع الطريق، وبكلمة واحدة :الله..

وعندما تطرق إلى طقوس الكتابة لم ير ضرورة للمكان أو الزمان، فإحدى قصائده كتبها تحت جسر في دمشق ، وأخرى كتبها، على دراجته الهوائية أقصد ترنم بها، وعن ملابسات قصيدته التي مطلعها :بدي .. مابدي /أنت بدك....أنا مابدي /راح أبي ...جاء جدي /خرج الأمر من يدي /مافي حدا ...والله عندي» والقصيدة مزاوجة بين الفصحى والعامية وتأثراً بعمر الفرا يقول :غنيتها إثر تأثري بالجيران المبتهجين في عيد الفطر.

وهذا ما قاد إلى سؤال عن موهبته الغنائية وذائقته الصعبة، يحب أم كلثوم ،وغنى «اطفئ لظى القلب بشهد الرضاب» وترقرقت الدموع من عينيه واستدعى الأمر وقفة عن الكلام والتسجيل (جزء من التشفير (over وفي حال عرض اللقاء سيلحظ المشاهد هذا الفاصل الفني /الشديد الحساسية، وعن عبد الحليم حافظ قال: أنه مطرب الشباب الصغير أما فريد فهو مطرب الشباب الكبير وذكرنا بأغنية «وتسأليني عن حالي ..وأنت السبب في اللي جرالي «وعن نجاة قال :»لرقتها لاأستطيع سماعها، أرى أن الرقة ستأكلني «قول مؤثر يقوله أبو حسن فقط.

أبو حسن لايختلف عن(شعراء) نقرأ لهم، ويزاحموننا ويمثلوننا على المنابر وفي كثير من المناسبات، ووجه الاختلاف في أنهم وجدوا فرصتهم ، وأبو حسن لم يجدها بعد

آخر تعديل على السبت, 27 آب/أغسطس 2016 17:11