ربما! منصة لرواة فلسطين

تتكبد فرقة «الرواة» المسرحية عناءً كبيراً في مشروعها المسرحي المختلف، فهذه الفرقة المقدسية التي أسسها شباب من حواري بلدة القدس القديمة ترفض أن تتلقى أي تمويل، لأن التمويل في الداخل الفلسطيني شبهة، أو أنه على أقل تقدير محاولة تدجين، لذا فهي تعتمد المونودراما كالعرض الذي شاهدناه مؤخراً على خشبة «مسرح القباني» والذي حمل عنوان «الأحداث الأليمة في حياة أبو حليمة».

تقدم «الرواة» مسرحاً وطنياً فلسطينياً بامتياز، ينتمي لواقع الحياة ويطرح أسئلة إنسانه البسيط والمهمش في غربته المضاعفة، غربة الإنسان الداخلية، وغربته الأخرى في وطنه المحتل، أما من النواحي الفنية فيتلاقى مشروع الفرقة مع الحداثة المسرحية، بل إنه يقع في صميمها.

مسرح شبابي يتحدى ويصارع على أكثر من جهة وجبهة، فمن الجانب الفكري تقدم الفرقة صورة فلسطين من داخلها، وبرؤية أبنائها أنفسهم الذي لا يتورعون عن النقد الجريء والسخرية لهذه الصورة التي أوصلها إليها مشروع الاحتلال، ومن جانب أخر ثمة نضج فني عال، يقدم مسرحاً بلا رتوش، مسرحاً للمثل أولاً، لا للبهرجة والأبهة، في جمع مدروس بين المعطيات الثقافية والسياسية والاجتماعية والشعبية أيضاً، مما يجعل منه مسرحاً حقيقياً ولكل الناس.

«الرواة» فرقة عصامية ترفض التمويل نهائياً، والأمر كما يكتب الدراماتورج نجوان درويش: «بعد حرب الخليج عام 1990 هبّت «رياح التمويل الأجنبي» على المنطقة، وجاءت «اتفاقية أوسلو» 1993 لتعلن بداية حقبة التمويل الأجنبي في فلسطين. هكذا، ضُخّت مئات ملايين الدولارات لـ«مؤسسات المجتمع المدني» التي نمت كالفطر، وعشرات من هذه الملايين ذهبت إلى الثقافة والفنون، والمشتغلين فيهما على هيئة «مشاريع» و«منح»... «حين تدفع القنصلية الأمريكية، يكون النصّ أمريكياً، وحين يدفع الفرنسيون نتحول إلى فرنكوفونيّين!» يقول الممثل إسماعيل الدباغ.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

آخر تعديل على السبت, 30 تموز/يوليو 2016 14:11