ربما ..! الدراما وأهلها

الأكيد أن ندوات الدراما أسوأ من الدراما نفسها، هذا ما تعلّمنا إياه الندوات التي ما انفكت تقام في المراكز الثقافية ومحطات التلفزة والإذاعة، والآن ونحن نعيش موسم «دراما 2010» أحذركم من الاهتمام بهذه الندوات أينما وجدت، وكيفما كانت، لأنكم موعودون بالصداع وعذاب الضمير، فأهل الدراما بعيدون عنا بعد السماء عن الأرض.

كتّاب الدراما غادروا الواقع، لا بل إنهم غدروا به، فهذا الكاتب الذي لم يكن يجد قوت يومه يتحوّل بعد مسلسل أو اثنين، سيكولوجياً، إلى شخص يريد دخول عالم رجل الأعمال، فلا تراه يهتم إلا بالشهرة وحسابه في البنك، ناسياً أمر الجودة الفنية والطرح الفكري، وإذا ما جاء يقيّم هذا العمل أو ذاك فالتقييم يتم على أساس أنه (ضرب) أو لم، والكارثة الكبيرة أنه، على الأرجح، يكتب بناء على هذا الأساس..

«حكي جرايد»

صحافيون وراء صحافيين وراء صحافيين.. البلد كله صحافيون مع أنه بلا صحافة.. لا تلتقي بأحد إلا ويكون صحافياً أو سيكون في أقرب فرصة (هذا ما قالته إحداهن).. وفي هذا الزحام العرمرم لا تعرف من هم هؤلاء، ولا ماذا يكتبون!! الأسوأ أنك تجدهم بلا موقف. يكتبون عن فيلم أو مسرحية، عن مسلسل أو ممثل.. ولا تعرف ما هو الرأي في ما يُكتب، ربما لأنه مكتوب للتخلص من عبء حجم العمل!!

بالتأكيد أن الصحافة بحاجة إلى ميدانيين يرفدونها بالأخبار والمواكبات الميدانية، لكن المأسويّ حقاً أن هؤلاء جميعهم من هذه الفئة، فيعزّ أن تجد قلماً حقيقيّاً. كلام فقط.. حبر وورق.. ما يؤكد تلك الفكرة القديمة، أعني الشتيمة، «حكي جرايد». 

المكافأة الكبرى لمعن سمارة

بعد مشروعه الصحفي غير المسبوق «بسطة كتابة» الذي كان ينشر على حلقات في جريدة الأيام الفلسطينية، حيث عمل على تخصيص مساحة كبيرة للأصوات الأدبية الفلسطينية الشابة، في مختلف مجالات الكتابة من شعر ونثر، وبعد أن أصبح موعد البسطة موعداً لنفاذ الجريدة من الأكشاك، وبعد الضجة الإعلامية الهائلة التي رافقت «بسطة كتابة» لأسباب عديدة من بينها هناك أن بسطة سمارة قد استطاعت لمّ شمل عقد الكتابة الفلسطينية المنفرطة، مثل انفراط الفلسطينيين أنفسهم، بين أماكن وخرائط متباعدة.. وتقديمها أسماء تعد بالكثير إبداعياً، وتمثّل رؤية أخرى لفلسطين، فلسطين الإنسان التي لا تنحصر في قطاع غزة والضفة الغربية كما تريد «ثقافة أوسلو»، بل فلسطين الحرية والعدالة والحق.. بعد كل ذلك لم يكن من إدارة الجريدة إلا أن طردت الصحفي الذي يضيّع وقته في الاهتمام بهذه الأمور التافهة!!

 عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.