ربما ..! الحياة على «الفيس بوك»

«الفيس بوك» عش دبابير ويجب الحذر، هذا ما يؤكده الجميع، لكنه استطاع خلق حياة كاملة في فضائه، مستثمراً كل إنجازات الإنترنت، فهو يجمع جميع أشكال التواصل والحضور الافتراضيين:

 الدردشة والتّدوين والبريد الالكتروني.. ولم يكن ليكون له ما كان من الحضور لولا مأساة التوحد التي تبيّن أن جميع سكان هذا العصر يعانون منها، ويبدو  لو جئنا لنضع اسماً لهذا العصر كأسماء العصور السابقة فلن نجد أبلغ من: عصر المتوحدين!

كلّ هذا الاهتمام الذي أثاره هذا الموقع الذي ملأ الدنيا وشغل الناس يأتي من فقداننا للحياة الاجتماعية بمعناها الحميميّ، وتحولنا إلى كائنات منفية ومغتربة حتى في بيوتنا. جاء «الفيس بوك» ليعالج حاجة التّواصل بهذه الطريقة التي اقترحها، وهي عموماً طريقة رائعة، ينصهر في بوتقتها: الحب والصداقة والنضال والتسلّق، كلها جنباً إلى جنب. أظن أن جمالية هذا الموقع تكمن في أنه مثل الكتابة يسمح لك بالتفكير على العلن، هكذا فإن جميع أعضائه مكشوفون ومفضوحون، كما تفعل النصوص بكتّابها.

يبقى هذا الموقع إشكالياً ومحل خلاف في كل شيء، فإن أثبت نجاعته السياسة الساحقة في المظاهرات الكثيرة التي قامت في عدد من دول العالم بسببه، فإنه أيضاً حارق للوقت وجالب للإدمان..

الحضور الأبرز للكتاب من مختلف الأجيال، فهولاء الذين يعيشون تهميشاً لا نظير له وجدوا مكاناً للحضور والتفاعل، كما لو أنهم في مقهى، مقهى مفتوح على الجغرافيا، في عالم ضيق على الفن والأحلام.

تقول الحياة على «الفيس بوك»: كم أننا غرباء في هذا العالم!! 

■ رائد وحش

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.