بين قوسين: وزارة الأفراح!
نشر أكثر من موقع الكتروني سوري خبراً غريباً، يتعلّق بقرار أصدره وزير الثقافة يتضمن موافقة على إقامة حفلة عرس لأحدهم، في «متحف دمشق التاريخي».
لا أعلم كيف وافق السيد الوزير، ولماذا؟ إلا إذا كان المتحف قد تحوّل إلى صالة أفراح، ضمن موجة الخصخصة. الخبر يقول أن رسومات الليلة قد دُفعت للوزارة وقدرها مئتا ألف ليرة سورية. بحسبة بسيطة ستصبح وزارة الثقافة السورية من أغنى الوزارات، في حال حوّلت كل المتاحف والأماكن الأثرية إلى صالات أفراح، ولن نستغرب بعد اليوم أن تصلنا بطاقة دعوة تحمل السطور التالية «تتشرف عائلتا (.......) بدعوتكم إلى حضور حفلة زفاف ولديهما في القاعة الشامية في المتحف الوطني، أو في دار الأوبرا، أو في متحف العلوم، وبحضوركم يتم سرورنا». نكتشف أيضاً أن «خان أسعد باشا» قد شهد إلى اليوم ست حفلات عرس مشابهة، وأن هيفاء وهبي شخصياً ساهمت في شهرة مدرج بصرى بعد تصويرها أغنية بين مدرجاته، وهذا تصريح رسمي لإحدى الموظفات الحصيفات في مديرية الآثار والمتاحف. ألم يفكر المسؤولون عن هذه الأماكن أن يتسلل أحدهم إلى إحدى الغرف المغلقة، ويسرق شيئاً من محتوياتها، أو أن يتعرض المكان لتلفٍ ما؟ الآن أتتني فكرة أهديها مجاناً لوزارة الثقافة، أن تحوّل مسارحها إلى صالات أفراح، عسى أن تنتعش الحياة المسرحية قليلاً، من رسوم الأفراح، كأن نموّل عرضاً مسرحياً من إيرادات خمس حفلات أعراس، وبذلك نتخلّص من شكاوى الممثلين والمخرجين من ضآلة أجورهم، ما رأيكم؟ هناك ضرورة أخرى، وهي إضافة مكتب جديد لمكاتب الوزارة تحت يافطة «مكتب الأفراح»، ذلك أن موظفاً في الآثار أوضح أنه «يستطيع كل مواطن أن يتقدم بطلب للسيد وزير الثقافة حصراً، وبموافقته يقوم المواطن بدفع الرسوم، ومن ثم نلزم المواطن بالالتزام بالتعليمات والمحافظة على المكان وعدم الإساءة له فحينها سيتعرض للمساءلة والمحاسبة». وعلى اعتبار أن العرس التاريخي سيكون في مطلع الخريف، نردد مرةً أخرى «دامت الأفراح عامرة في دياركم».
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.