إبراهيم طوقان.. قصائد حاضرة

إبراهيم طوقان.. قصائد حاضرة

تتجاوز قصائد الشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان الذي تمر ذكرى ميلاده هذه الأيام زمنها، إذ ترصد قصائد الشاعر المرهف الإحساس وقائع تلك الأيام وأحداثها، وتحلل مضامينها بعمق الظروف التي رافقتها بحس شعري عالٍ ولغة سلسة وواضحة.

 

لم يكن إبراهيم طوقان مجرد شاعر، بل كان رجل موقف في السياسة والفكر، ولد في نابلس بفلسطين في 24 حزيران عام1905، وأكملَ دراسَتَه الثانوية في القدس عام 1919  ثم التحق بالجامعة الأميركية في بيروت ونال منها شهادته الجامعية الأولى في الآداب، وعاد ليدرّس في مدرسة النجاح الوطنية بنابلس، ودرّس في الجامعة الأميركية في بيروت أيضاً، ثم عاد ثانية إلى فلسطين في عام 1936 ليعمل مُديراً للبرامجِ العربية في القسم العربي في إذاعة القدس، ونظراً لنشاطاته الوطنية المكثفة، تم فصله من عمله وأقيل من قِبل السلطات البريطانية عام 1940، فانتقل إلى العراق وعملَ مدرساً هناك، ولكن المرض الذي لازمه منذ طفولته، اشتد عليه فعاد منهكاً إلى وطنه، إلى أن توفي 2 أيار 1941.

يتسم شعر إبراهيم بالجزالة والقوة في غير تعقيد، والتجديد في الصور والمعاني والأوزان الشعرية. وما تزال أناشيده حية تردد إلى اليوم، وبخاصة نشيد «موطني». وهو ايضاً شاعر غزل رقيق، حلو الصورة، عذب النغم، لطيف الدعابة. وتتبين مواقف طوقان الوطنية من خلال أشعاره، ومواضيعها المتعددة والمختلفة التي تناولت جوانب عديدة مرتبطة بالقضية الوطنية، فقد تحدث عن الأرض، وهاجم من يبيعها في قصيدته «إلى بائعي البلاد»، وكان يؤمن بأن «لا يفل الحديد إلا الحديد» وأن الاحتلال لا يزول إلا بالكفاح المسلح.

ويوم عينت الحكومة المنتدبة يهودياً بريطاني الجنسية لوظيفة النائب العام في فلسطين، وكمن له أحد الشبان في مدخل دار الحكومة في القدس، وأطلق النار عليه فجرحه، فما كان من إبراهيم إلا أن حياه في قصيدته الشهيرة «الفدائي»، 

كما كرم الشهداء، و قدم صوراً رائعة عن بطولاتهم ، في قصيدته الرائعة «الشهيد» يقول في مطلعها: 

(عبس الخطبُ فابتسمْ

وطغى الهولُ فاقتحمْ

رابطَ الجأشِ والنُّهى

ثابتَ القلبِ والقدم). 

ويسخر من الزعامات التقليدية التي تخدم العدو في قصيدة أخرى يقول فيها: 

(زعاماتنا قد كشفتم عن بطولاتكم      

غطاءها يوم توقيع الكفالات

أنتم رجال خطابات منمقة      

كما علمنا، وأبطال «احتجاجات»)

أما قصيدة وطني أنت لي والخصم راغم، فقد لحنها الأخوان فليفل.

 ورغم رحيله المبكر إلا أنه امتلك رؤية واضحة لطبيعة الصراع فوق أرض فلسطين، وترك إرثاً عظيماً، كتب إبراهيم طوقان القصة والمقالة والنقد الأدبي بالإضافة إلى الشعر. ومن مقالاته وتمثيلياته التي عملها لدار الإذاعة (مؤامرة على الفصحى، عقد اللؤلؤ، وفاء مزعوم، أشواق الحجاز)، ومن أعماله الأخرى: الكنوز، ما لم يعرف عن إبراهيم طوقان/ مقالات، أحاديث إذاعية، قصائد لم تنشر، رسائل ومواقف.. وغيرها.