جدل حول فيلم «الفاجومي»

محور الفيلم هو السيرة الذاتية للشاعر أحمد فؤاد نجم، ودور المرأة في حياته منذ الستينيات حتى نهاية السبعينيات. يحتفي الفيلم بالبعد «السيري» المتمثل في سيرة الشاعر الكبير معتمداً على علاقته بالشيخ إمام بوصفهما أهم الثنائيات الموسيقية في مصر والوطن العربي، حيث ظلت وأغانيهما موازية للأحداث السياسية الكبرى في مصر، منذ عهد عبد الناصر، وحتى فترة الانفتاح في عهد السادات، بشكل يقترب فيه الفيلم من العروض التسجيلية التوثيقية.

وبالرغم من كون ثورة «25 يناير» هي الحدث الأكثر حضوراً في المشهد الفني حالياً إلا أنها جاءت بشكل سريع جداً يكاد يكون خاطفا، انقطع به النسيج الدرامي المتسلسل بمشاهد مباشرة من الميدان، ولم يتوقف عندها الفيلم ليعطيها بعضا من عبارات مباشرة. يقول الناقد محمد صلاح العزب: «نجح الفيلم تماما في توصيف فترتي ناصر والسادات من وجهة نظر أحمد فؤاد نجم، وخصوصاً علاقته الغريبة بعبد الناصر، حين كان «البطل» في السجن وزارته أمه في مشهد وحيد بعد موت عبد الناصر وكانت تبكي، فسألها: بتعيطي على ابنك ولا على اللي حبسه؟ فأجابته بأن ناصر هو عمود الخيمة، وأنه سيعرف بعدها من هو الذي مات اليوم. لكن الفيلم أغفل تماما الثلاثين عاماً شديدة الأهمية التي حكم فيها مبارك، وحاول أن يستعيض عنها بمشاهد من ثورة 25 يناير بدت مقحمة وغير فنية، وأفسدت كثيرا من المجهود الذي حاول المخرج بذله طوال الفيلم».

بدورها انتقدت الكاتبة صافيناز كاظم، التي كانت زوجة للشاعر احمد فؤاد نجم في السبعينيات وأنجبت منه ابنتهما نوارة، الفيلم انتقاداً قاسياً حيث رأت أنه «صنعة تشويه المحترمين»، وقالت: «شيء حقير وفاجر وكاذب»، صابة جام غضبها على الصاوي حيث اعتبرته: «فظًا بشعًا سميك الظل لا يمت، بكل كتلته الدهنية، بصلة لشاعر نحيف». وانتقلت كاظم للفنان صلاح عبد الله وقالت إنه فشل في تأدية دوره، ولم يكن مقنعا بالمرة، حيث «لم ير من الشيخ إمام إلا فقده البصر فقط ولم يتمكن من النفاذ لروحه».