لا تنقذوني
لم يكن محمد مصدق رئيساً مثالياً تماماً. لكنه عندما اختير رئيساً لوزراء إيران بأغلبية ساحقة من الأصوات، وعد بأن يعيد إلى إيران البترول الذي كان «يُهدى» إلى الإمبراطورية البريطانية، وبدأ بتنفيذ وعده.
لكن صيانة حقوق الناس، وتأميم ثروتهم الوطنية ليستفيدوا منها جميعاً، كان يمكن أن يؤدي إلى «فوضى مناسبة للتدخل الشيوعي»، عندئذٍ، أصدر الرئيس الأمريكي إيزنهاور الأمر بالهجوم، وأنقذت الولايات المتحدة إيران: في 1953 وقع انقلاب عسكري أرسل مصدق إلى السجن، وأرسل إلى المقبرة كثيرين من أنصاره، وسلّم للشركات الأمريكية أربعين بالمئة من البترول الذي أمّمه مصدق.
في العام التالي، وبعيداً جداً عن إيران، أصدر الرئيس إيزنهاور الأمر بهجومٍ آخر، وأنقذت الولايات المتحدة غواتيمالا. انقلاب عسكري أطاح بحكومة جاكوب أرينز المنتخبة ديمقراطياً، لأنها أممت أراضي لا تزرعها شركة «يونايتد فروت كومباني» الأمريكية، متسببة بذلك في «فوضى ملائمة للتدخل الشيوعي».
وما زالت غواتيمالا تدفع ثمن ذلك الجميل. وما زالت الولايات المتحدة تنقذ الدولة تلو الأخرى.