شعب واحد
هل يمكن أن يخيّم الخوف بهذه القسوة على الحياة العامة للناس؟؟؟ خوف ثقيل من النوع الذي لا يعرفه البشر إلا في أجواء الحروب الأهلية، حيث يصبح سعر الإنسان رصاصة طائشة؟ لماذا فقد الناس الثقة بهذه السرعة؟؟ ما الذي دفع البعض إلى اتخاذ إجراءات الحماية القصوى؟؟ وما الذي يدفع الشوارع إلى خلوها شبه الكامل من الناس مع حلول الظلام؟
هل يعقل أن الذاكرة الجمعية فقيرة إلى هذا الحد حتى تضيّع التاريخ الطويل من السلم الأهلي؟؟ بالتأكيد ثمة خلل يفصح عن نفسه بصورة بشعة لا يمكن لمن اعتادوا على حياة طبيعية أن يتقبلوه، لكننا جمعياً نساهم في إعلاء هذا الخوف حين ننكفئ في منازلنا تاركين البلد فريسة للوحشة.
كلنا يعرف أن فكرة الشعب لا تأتي من دساتير وقوانين تنظم الحياة بمقدار ما هي خارجة من بوتقة التعايش والانصهار بالهموم ذاتها، في المكان والزمان ذاتهما.. ولنا أن نجد ملايين القواسم المشتركة في ثقافة الطعام واللباس والغناء، في عادات الزواج والفرح، في كل شيء، ومن كل شيء..
نحن شعب واحد، الآن أكثر من أي وقت سبق، وعلينا أن نكون كذلك أكثر، لأن وحدة الشعب ستصون وحدة ترابه وهوائه و... أمانه.
نحن شعب واحد لأننا نحب، ولأننا نفهم أن الحياة تُترجم في المحبة، والمحبة لا معنى لها دون تشارك.