في احتفالية البيت العربي للموسيقا والرسم في اللاذقية
وسط الحرب وظروف الأزمة التي تعصف في البلاد، أضاء مؤخراً البيت العربي للموسيقا والرسم في اللاذقية الشمعة الثالثة عشرة من عمر مسيرته باحتفالية فنية على مدار ثلاثة أيام، بعد أن أضحت تقليداً سنوياً ونشاطاً ينتظره جمهور اللاذقية، لسماع أجمل المقطوعات والألحان التي أبدعها عمالقة الموسيقا العالمية، وذلك على مسرح المركز الثقافي الجديد.
والبيت العربي للموسيقا والرسم ليس مجرد معهد تعليمي، وإنما يمكن القول إنه مؤسسة فنية، رعت مواهب عديدة في محاولة لتأسيس جيل يتلمّس خطواته الأولى عبر تعلمه أصول الموسيقا. وأسهمت في إغناء الحركة التشكيلية في اللاذقية، عبر طلاب يدرسون أصول الفن التشكيلي وإقامة المعارض الفنية. وتأسيسه لفرقة الأوركسترا وفرقة الرقص (الباليه) وفرقة الكورال، بالإضافة إلى إقامته عشرات الورش في مجال إعداد الممثل المسرحي والصولفيج الغنائي وكتابة السيناريو..الخ.
خلية فنية.. !
مع كل عام يدخل البيت العربي بيوتاً جديدة، ملبياً رغبة الناس وحاجتها للموسيقا، وغايته أن تصبح الموسيقا طقساً اجتماعياً، تسهم في إدخال البهجة إلى النفوس وتجمل العالم من حولنا. متابعاً مع محبي الفن، ومتابعيه الذين يدركون أن تعلم الموسيقا والرسم مهمة صعبة في مجتمع يكاد يخلو من التخصص الموسيقي، وتكاد تسيطر عليه الأمية الفنية.
مدير البيت العربي الفنان ياسر دريباتي يقول عن مسيرته: «هدفنا نشر ثقافة الفن في حياتنا اليومية وترسيخه عبر تعليم أصول الموسيقا والرسم، وإقامة الأماسي الموسيقية والغنائية والعروض التشكيلية والمسرحية. والكشف عن المواهب الموسيقية بمختلف المراحل العمرية، وإتاحة الفرصة أمامها للمشاركة في المشهد الموسيقي السوري».
فكرة جديدة
وعن البدايات يؤكد أيضاً: «الفكرة كانت جديدة على المناخ الحالي، وغدت اليوم مؤسسة ثقافية موسيقية خاصة لم تكن في حسبان الشارع العام. وكان الإقبال عليها في البداية خجولاً. إلا أنه تقدم بشكل ملحوظ مع النجاحات المتكررة للبيت بكل رواده ومدرسيه من خلال الأمسيات التي أقيمت على مسارح اللاذقية كافة ومن خلال المعارض التي تبناها البيت لطلابه».
والجدير ذكره أن البيت العربي أقام، خلال السنوات السابقة، العديد من الأمسيات الغنائية مُحيياً ذكرى الأعمال الفنية الهامة منها: ( تحية لـ جوزيف صقر، نغني لـ نصري شمس الدين، قصيدة حب لـ فيروز، وديع الصافي، أمسية غنائية للأطفال: على موج البحر)، بالإضافة إلى مهرجان المونودراما المسرحي بدوراته السبع، والذي لم يكن يكتفي بالعروض، بل كان يرافقه دائماً ندوات فكرية ومعارض تشكيلية.
ومع الأخطاء التي تعترض كل عمل، فـ«البيت العربي» مستمر بتصحيح أخطائه من خلال الانتباه إلى الانتقادات الموجهة إليه من أصدقائه ورواده. معتمدين على جهود فردية وجماعية، دون أيّ دعم من الجهات الرسمية.
وما زال روّاده وإدارته يصدحون: سوف نقاوم البشاعة والعنف والكراهية والجهل، بالجمال والحب والموسيقا والثقافة والسلام..