(مالفا).. لون غير قابل للانتهاء!
«اللون.. اللون.. كل شيء هو لون.. يولد مع فتحة العين، وينتهي في المكان الذي ولدت فيه، كانت الفراغات اللونية كبيرة، تتحرك مع غبارها رقع لون صغيرة من ثياب وسجاد ولحف، وكأنها إيحاءات لصدى قديم، نخشى على غيابها. إلا أن اللون يبقى حتى اليوم، كلما بدأت أواجه المساحة البيضاء، متاهة كبيرة، متاهة الخبرة والإضافات الجديدة، شيء غير قابل للانتهاء..».
• عمر حمدي «مالفا»
توفي في العاصمة النمساوية فيينا، الفنان التشكيلي السوري عمر حمدي، المعروف بـ«مالفا» عن عمر ناهز 63 عاماً.
نشأ الفنان السوري في أسرة كردية، في قرية تل نايف بمحافظة الحسكة عام 1951، مارس الفن منذ طفولته ودرسه فيما بعد، عمل في البداية مُدرساً للفنون، ثم رساماً وغرافيكياً في الصحف السورية، وبعدها تفرغ للعمل الفني، كما كتب أيضاً في النقد، وصدرت العديد من المطبوعات والكتب المصورة عن أعماله.
يقول عن بداياته: أنه قَدِم إلى دمشق، بهدف إقامة معرض فيها، حيث عُرضت أعماله لمدّة أسبوع حينها في إحدى الصالات بلا زوار تقريباً بعد حضور رسمي وفني لافت يوم الافتتاح. بعدها حزم الشابّ لوحاته، وأحرقها في مكانٍ ما، ثم غادر إلى فيينا عام 1978 واستمر فيها حتى وفاته.
وكان الراحل عضواً في الاتحاد العام للفنانين النمساويين واليونسكو، كذلك كان عضواً في «الكونستيلر هاوس» في فيينا، بالإضافة إلى ترأسه لجنة التحكيم في غاليري «آرت فوروم» للفن الدولي المعاصر بفيينا.
ترك أعمالاً هامة، عُرضت في صالات عرض عالمية، ومتاحف وبنوك ووزارات ثقافة في عدد من الدول، كما يوجد عدد كبير منها ضمن مقتنيات خاصة في كثير من الدول في مختلف قارات العالم.
للراحل أيضاً مؤلفات عديدة، منها باللغة العربية «مالفا» عمر حمدي، الحياة واللون. و(من من) الفن العالمي، قاموس عالم النقد الفني، باللغة الإنكليزية، فلاش آرت للنشر، وألبوم «مالفا» إلى الألفية الجديدة، معرض أرنوت، نيويورك، وله عشرات المعارض الفردية والمشتركة.
يؤكد عمر حمدي: «لا شيء ينتهي، كذلك اللون، هذا السر الأبدي للحياة، سر لا يمكن الوصول إليه بدون أن تمنحه كل ما عندك».