غسان كنفاني.. عبقرية الحياة!

غسان كنفاني.. عبقرية الحياة!

«الإنسان هو في نهاية الأمر قضية»، استطاع صاحب هذه الكلمات، الروائي والقاص والصحفي الفلسطيني غسان كنفاني تحقيق ما قاله، إذ وهب لنفسه للدفاع عن قضية عمره، فلسطين. وتم اغتياله على يد جهاز المخابرات الإسرائيلية في الثامن من تموز عام 1972. واستشهد عن ستة وثلاثين عاماً فقط.

يمثل كنفاني حالة أدبية سياسية فريدة ومتميزة، ارتبط أدبه بالمقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الصهيوني، ربط القول بالفعل، وكان إنتاجه الأدبي متفاعلاً دائماً مع حياته وحياة الناس، وفي كل ما كتب كان يصور واقعاً عاشه أو تأثر به. تناول في كتاباته معاناة الشعب الفلسطيني في أكثر تجلياتها تعبيراً، ومثّل نموذجاً خاصاً للمثقف والكاتب السياسي والروائي والقاص والناقد. ولذلك أصبح خطره على الاحتلال الصهيوني أكبر من أن يتحمل وجوده، فاغتالوه شاباً. 

ظهر وعيه مبكراً، حيث تعامل مع القضية الفلسطينية  بحس عالي المسؤولية فأدان الخيانة: «إن الخيانة في حد ذاتها ميتة حقيرة». وأكد عدالة قضيته ورسوخها: «إذا كنا مدافعين فاشلين عن القضية، فالأجدر بنا أن نغير المدافعين لا أن نغير القضية».

ولد في عكا في التاسع من نيسان عام 1936، وعاش طفولته في يافا التي اضطر للنزوح منها كما نزح الآلاف بعد نكبة 1948، وإثر مجزرة دير ياسين التي وقعت في عيد ميلاده الثاني عشر، عاش لفترة قصيرة في جنوب لبنان، ثم انتقل مع عائلته إلى دمشق، حيث عمل منذ شبابه المبكر في النضال الوطني، وبدأ حياته العملية معلماً للتربية الفنية في مدارس وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين، انتقل إلى الكويت عام 1956 حيث عمل مدرساً للرسم والرياضة في مدارسها الرسمية. وفي هذه الأثناء عمل في الصحافة، وظهرت بدايات إنتاجه الأدبي.

أقام في بيروت منذ 1960، وعمل محرراً أدبياً لجريدة «الحرية» الأسبوعية، ثم أصبح عام 1963 رئيسا لتحرير جريدة «المحرر» كما عمل في «الأنوار» و«الحوادث» حتى عام 1969  حيث أسس بعد ذلك صحيفة «الهدف» التي بقي رئيساً لتحريرها حتى يوم استشهاده في 8 تموز  1972 بعد انفجار لغم في سيارته حيث قتل ومعه ابنة شقيقته «لميس نجم» وعمرها 17 عاماً.

يؤكد الكاتب والناقد، الدكتور محمد عبد القادر في كتابه البحثي، (غسان كنفاني جذور العبقرية وتجلياتها الإبداعية) الصادر بداية 2015، في بيروت: «غسان كنفاني حالة استثنائية ندر مثيلها، ومؤسسة وطنية، ثقافية، سياسية، أخلاقية، فكرية، إنسانية عز نظيرها.. غسان هو عبقرية الحياة...عبقرية الإبداع ...وعبقرية الموت».

من مؤلفاته:

قصص ومسرحيات:   موت سرير رقم 12،  أرض البرتقال الحزين،   رجال تحت الشمس - قصة فيلم «المخدوعون»،  الباب (مسرحية)، عالم ليس لنا، ما تبقى لكم - قصة فيلم «السكين»،  عن الرجال والبنادق،  أم سعد، عائد إلى حيفا.. الخ.

بحوث أدبية: أدب المقامة في فلسطين المحتلة، الأدب العربي المقاوم في ظل الاحتلال،  في الأدب الصهيوني.

مؤلفات سياسية: المقاومة الفلسطينية ومعضلاتها، (مجموعة من الدراسات والمقالات التي تعالج جوانب معينة من تاريخ النضال الفلسطيني وحركة التحرر الوطني العربية).