«نور العيون» في مسرح العمال
عن نص اقتبسه الناقد جوان جان من مسرحية بالاسم نفسه للكاتب التركي خلدون الطائر، قدم المخرج سهيل العقلة عرضه المسرحي «نور العيون 22- 25- آذار» على خشبة مسرح العمال.
وتحكي المسرحية قصة الصديقين «رامي ونور» اللذين يشبان في كتاتيب دمشق في فترة دخول القوات الفرنسية إلى دمشق بعد معركة ميسلون 1920 واستشهاد وزير الحربية يوسف العظمة. ويستشهد والد «نور» في المعركة مع رفاق «العظمة»، بينما يهرب والد «رامي» من الحرب، متحالفاً مع طبقة التجار والفئات التي تآمرت مع المستعمر من أجل مصالحها الشخصية.
وتمضي حكاية الشابين فيقوم «رامي» بعمليات الابتزاز والصفقات المشبوهة مع تجار المدينة ودهاقنتها، ويقوم بتوريط صديقه «نور» الذي يتعرض للسجن والاعتقال بسبب ذلك. ويستمر «رامي» في مشـاريعه التجارية وزيادة أرباحه إلى أن يصبح عضواً في المجلس النيابي. تستعرض المسرحية مفارقات عديدة في حياة الصديقين، تصل في النهاية إلى إصابة «نور» بالجنون وإيداعه مشفى الأمراض العقلية، فيما يتربع «رامي» على عرش الطبقة الحاكمة في البلاد، مقلدةً إياه الأوسمة والنياشين لقاء خدماته الوطنية!!.
اعتمد العرض الذي سبق أن عُرض في المسرح القومي عام 2001 على قطع ديكور بسيطة مع إضاءة توزعت في فضاء خشبة مسرح العمال، واستخدم المخرج فواصل موسيقية قطع من خلالها لوحاته المتعددة. وبرز أداء الممثلين على الخشبة بشكل لافت معيداً مجد مسرح المنظمات الشعبية ودور هذا المسرح في استقطاب شرائح مختلفة ومتنوعة من الجمهور.
لقد شهدت خشبة «مسرح العمال» العديد من العروض للفرق العمالية السورية، كان أبرزها عروض «فرقة عمال حمص» مع المخرج فرحان بلبل، وفرق «عمال حقول النفط السورية» في مدينتي رميلان وخنيفيس. إضافة إلى ذلك عُرضت مسرحية «كاسك يا وطن» لمحمد الماغوط ودريد لحام عام 1974على مسرح العمال؛ أما اليوم فتبدو هذه الخشبة شبه مهجورة بعد الذي أصاب الحركة العمالية السورية جراء الأزمة وتبعاتها. يذكر أن العرض قدم ضمن فعاليات الأسبوع الثقافي الذي يقيمه اتحاد عمال دمشق على مسرح العمال بدمشق.