السياب و«وحي النيروز»!

السياب و«وحي النيروز»!

في قصيدته المعنونة (وحي النيروز) يقدم لنا الشاعر العراقي بدر شاكر السياب لوحة متكاملة تستلهم الماضي ودلالاته، وروح الـ«نوروز» الثورية، وتدافع كلمات القصيدة بإيمان عميق عن الروح الثورية للجموع المنتفضة على الحكام الظالمين وعلى الأغلال التي تكبلها، وتشير إلى ضرورة التضامن والوحدة الكفاحية لجماهير الشعب قومياته وأطيافه كافة.

لا يرى السياب في قصيدته الـ«نوروز»، مجرد عيد، بل هو رمز للتحدي والانتصار والخلاص من الطغاة، وعيش حياة كريمة، حيث يفقد العيد معناه ومغزاه ما لم يصنع الشعب بوحدته وتلاحمه نوروزاً جديداً يعيد له حريته. 

نشرت القصيدة في جريدة (السلام) العدد 19/ ص1/24 آذار/ 1948.  

طيف تحدى به البارود و النار

ما حاك طاغ و ما استبناه جبار

ذكرى من الثورة الحمراء و شحها

بالنور و القانىء المسفوك آذار

مرت على القمة البيضاء صاهرة

عنها الجليد فملء السفح أنهار

في كل نهر ترى ظلا تحف به

أشباح ( كاوا ) و يزهو حوله الغار

تكاد تسمع في الآفاق صيحة

كأنها في سماء الحق إعصار

مرت على الظلم فاهتزت دعائمه 

وجلجلت فهي للباغين إنذار

و ساء مستعمراً أن يستفيق على

أصدائها جائع في الحقل منهار

و أن يهب إلى الأغلال يحطمها

شعب وتنشق عن عينه أستار

ووحد الجوع عزم الجائعين على

أن يوقدوها و ألا تخمد النار

وقرب القيد من شعبين شدهما

ووجهت من خطى الشعبين أفكار

يا فرحة العيد ما في العيد من مرح

حتى تحرر من محتلها الدار