الأزرق الكبير في السينما

الأزرق الكبير في السينما

«ما من دين أو معتقد أو حتى آلهة قد تنقذ الإنسانية، الحل الوحيد أن يجتمع البشر لتحقيق تغيير حقيقي قبل أن ننقرض».

 توضح هذه الكلمات المقتبسة من Planet Ocean الذي عرض في اليوم الأول من «مهرجان البحر الأزرق للأفلام» في «سينما سيتي» في أسواق بيروت، وقدم مجموعة من الأفلام التي تحذر من الخطر الذي يقترفه البشر بحق الثروة البحرية، رسالة المهرجان مؤكدة واقع الغربة عن البحار، والعلاقة السطحية بين البشر وبين البحر، فهو مجرد مكبّ للقذارات، وحمال لثروات موجودة في قعره، وترصد حجم الكارثة الناتجة عن تدمير الثروة البحرية، واختلال التوازن الطبيعي والإهمال.
لا يمكن أن يردم مهرجان سينمائي تلك الهوة بين الإنسان وبحره، لكن «مهرجان البحر الأزرق للأفلام» حاول تقديم صياغة جديدة لعلاقة الإنسان بالمحيطات.
انطلق فيلم Planet Ocean  من فكرة أنّ المحيطات كانت البدء في تشكّل الحياة وستكون أيضاً السبب في زوالها، والا ستنظّف نفسها من الشوائب التي تعتبر الحضارات بشكلها الحالي من أبرز موبقاتها، مؤكداً أنّ أكثر من ثلثي البشر يرتبطون ارتباطاً وثيقاً بالبحار والمحيطات، وتدميرها سيؤدي في النهاية إلى تدميرهم. وهو من أفضل الأفلام من حيث اللقطات المصورة تحت الماء وفي الفضاء أو من حيث التصاميم الغرافيكية والموسيقا التصورية الرائعة.
بينما ركز فيلم الافتتاح shark water ـ لروب ستيوارت، على إسقاط الأساطير التي وضعتها البشرية حول البحار، وأهمها أسماك القرش. يحاول السينمائي الكندي في عمله أن يضيء على الخطر المحدق بهذه الأسماك التي تعتبر أساسية في التوازن البيئي البحري، مسقطاً عنها تهمة الوحشية التي غالباً ما تبرر اصطيادها العشوائي الذي يقتل الآلاف منها يومياً من دون سبب.
قدم فيلم The Ultimate Wave Tahiti الذي يحمل توقيع ستيفن لو، البحر كقيمة جمالية وترفيهية أزلية حيث يلاحق الحياة البحرية في تاهيتي، ويستند الفيلم إلى صور حقيقية ولقطات صوِّرت من تحت المياه ومن فوقها بأسلوب فني عال.
وتابع فيلم «هنا والآن»  لتايلور ستيل الذي صوّره في ٢٤ ساعة، حياة راكبي الأمواج وأسلوب عيشهم وعلاقتهم بالبحر، وهو عمل روائي خفيف استخدم أسلوب الحيوية والموسيقا الجميلة.
ولم تغب عن المهرجان الأفلام اللبنانية التي تكشف أسرار البحر ومشكلاته. فعرض كريستيان فرنسيس شريطه القصير HMS Victoria (١٥ دقيقة) الذي يلاحق أثر الباخرة الملكية التي غرقت قبالة الساحل اللبناني عام 1893، بينما كان Surfing Lebanon (٥ د) محاولة تجريبية. كان الحضور اللبناني خجولاً، لا يعوض الغياب الكبير للأعمال اللبنانية عن البحر، وهي ليست بقليلة، وبعضها شارك في مهرجانات وحاز جوائز دولية. لكن هذا لا يلغي أهمية المهرجان وضرورته.