د.شيرنينا لـ«قاسيون»: سألوِّن المزيد من «البروباغندا الحمراء»!
(لينين وزوجته ناديا كروبسكايا، عام 1922)

د.شيرنينا لـ«قاسيون»: سألوِّن المزيد من «البروباغندا الحمراء»!

تعمل د.أولغا شيرنينا على «بث الحياة» في أرشيف الصور التاريخية الروسية. وعلى نحوٍ ملفت، تحول شيرنينا – التي تلقب نفسها بـ«Klimbim- بقايا»- صور الرموز التقدمية والمعارك الوطنية، من كونها «ظلالاً رمادية» بالأبيض والأسود، إلى صور تتسم بالحيوية وتقرب الجيل الجديد من هذه الرموز والأحداث التي تتعرض لتشويهٍ ليبرالي تزداد حدته على الصعيد العالمي. حول أعمالها الفنية، والهدف الذي تبتغيه منها، أجرى موقع «قاسيون» حواراً مع شيرنينا فيما يلي نصه:

ــ خاص قاسيون


(ليو تولستوي- عام 1908)

(جندية سوفييتية في المنطقة السوفييتية من برلين- عام 1945)

(القائد السوفييتي جوزيف ستالين في الوسط، وأمين اللجنة المركزية، ميخائيل كالينين على اليمين، ومفوض الشعب للشؤون العسكرية والبحرية، كليمنت فوروشيلوف، بين مندوبي المؤتمر السادس عشر للحزب الشيوعي السوفييتي، عام 1930)

(الكاتب الروسي، أنطون تشيخوف- تاريخ الصورة غير معروف)

(القائد الأممي، إرنستو تشي غيفارا - تاريخ الصورة غير مذكور)

في البداية، هل لك أن تعرفينا بنفسك بالطريقة التي تفضلينها؟
اسمي أولغا شيرنينا، أعيش في موسكو، وأقضي معظم وقتي في العمل على حاسبي، ذلك أنني أعمل كمترجمة بين اللغتين الروسية والألمانية. وفيما سبق، كنت أعمل كأستاذة جامعية في جامعات اللغة في كلٍ من ألما-آتا وموسكو، وقد نلت شهادة الدكتوراه من جامعة موسكو الحكومية للغات. ثم عملت لسنتين في ميونخ، وبعد ذلك قررت أن العمل وفق صيغة «freelancer- عمل حر» هو الأفضل بالنسبة لي.

ما الذي يعنيه أن تتلوَّن تلك الصور التي ترسخت في ذاكرتنا بشكلها «الأبيض والأسود»؟ هل يساهم ذلك في تقريب الجيل الجديد من الشخصيات والأحداث الكبرى التي لم يعاصرها؟
أعتقد أنه يمكن للتلوين الجيد أن يقدِّم وجهة نظر جديدة عن الشخصيات أو الأحداث التي جرت في الماضي. الجميع يدرك مثلاً أنه قبل 100 عام من الآن، كانت الشمس مشعة، كما كانت السماء زرقاء، لكن صورة ملونة من شأنها أن تساعد على الإدراك بأن هؤلاء الناس كانوا أيضاً من لحم ودم، كما هو الحال اليوم، وليس فقط ظلال رمادية.
يدب اللون الحياة في الصورة، ويجعل الماضي يبدو قريباً، ويزيل هذا الحاجز بين الحاضر والمستقبل، أو يجعله يبدو - على الأقل- أكثر شفافية.

يلاحظ في أعمالك أنك تهتمين بالرموز التقدمية، حيث نرى صور لينين وستالين وتشيخوف وغوركي وتولستوي وغيرهم... ما الذي أثار لديك مثل هذا الاهتمام؟
لقد عرفنا هؤلاء الرموز الرائعين والاستثنائيين من الكتب المدرسية أو من مقالات الصحف. وعلى سبيل المثال، أنا نشأت في الاتحاد السوفييتي، وكان فلاديمير لينين بالنسبة لي بمثابة نصب تذكاري. عندما بدأت ألون أول صورة للينين، أردت أن أتخيل كيف كان يبدو عندما كان على قيد الحياة. والشيء ذاته بالنسبة لتشيخوف: منذ أيام دراستي، أتذكر بأنه كان رجل متعب ومريض، وصوره هذه كانت موجودة في الفصول الدراسية وفي الكتب المدرسية، لذلك كنت أتساءل: كيف يمكن لهذا الرجل أن يكتب مثل هذه القصص الرائعة المليئة بالفكاهة؟ لكني عندما رأيت صوراً له في المرحلة التي كان يافعاً فيها - وشاهدت ألقه والوميض المتقد في عينيه- قلت لنفسي: «هذا هو تشيخوف الحقيقي، وهو يحتاج إلى الألوان». وقد علق الكثير من الناس فيما بعد بأنهم لم يعلموا سابقاً بأن تشيخوف هو رجلٌ على هذا القدر من الوسامة.

(الكسندرا كولونتاي، أول وزيرة إمرأة في العالم، في حكومة البلاشفة بعد ثورة أكتوبر، الصورة من عام 1922)

(جنود سوفييت في برلين بعد الانتصار- عام 1945)

(مقاتلات سوفييتييات في القرم- عام 1944)

(الكاتب الروسي، مكسيم غوركي- تاريخ الصورة غير معروف)

عندما تبدأين بتلوين الصور، هل تأخذين في الاعتبار الظروف التي كانت محيطة بها؟ هل تقرئين تفاصيل عن الشخصيات التي تلونين صورها؟ وعلى أي أساس تختارين الألوان التي تستخدمينها؟
طبعاً. ويستغرق البحث أحياناً فترات أطول من التلوين نفسه. وعلى سبيل المثال: أستطيع أن أعرف لون عيني لينين، وتشيخوف، وماياكوفسكي، وراسبوتين، وكيرنسكي، من خلال شهادات المعاصرين لهذه الشخصيات. وإن لم أستطع أن أعثر على هذه المعلومات، عندها أعتمد على الإحساس العام الشائع (كانت عيون القائد الشيوعي للجمهورية الشعبية في منغوليا، خورلوجين تشويبالسان، أو القائد الشيوعي الفيتنامي، هو شيه منه، بالكاد زرقاء كما هو شائع)، ثم أعتمد على الخيال.
وإن كنت أقوم بتلوين زيّ إحدى الشخصيات، فإنني حريصة على ألا أرتكب أي خطأ، لأن الانترنت اليوم بات مليئاً بالخبراء الذين سيصبون جام غضبهم في حال كان لون أحد أزرار الزيّ غير صحيح.
ولهذا، فمن المفيد جداً معرفة المبادئ الأساسية لنظرية الألوان. قبل بضعة سنوات، قمت بترجمة كتاب بعنوان «دراسة عن اللون لبائعي الزهور» (كتاب مرجعي لتدريب بائعي الزهور المحترفين للباحث ديتر هولزشوه)، وقد ساعدني – ولا يزال يساعدني- كثيراً في اختيار الألوان.

ما هو ردك على من يطلب منك أن تتوقفي عن ترويج «البروباغندا الحمراء»؟
لقد تجاوزت صدمتي الأولى في هذا السياق، والآن لم أعد أعير اهتماماً لذلك. إن ردي متجسد في أن أقوم بتلوين المزيد من هذا النوع من الصور، ففي بعض الأحيان، يكون مسلياً أن ترى بعض الحاقدين ينفجرون من الغضب.

(رفع العلم فوق مبنى الرايخستاغ، الصورة من عام 1945- برلين)

(مارشال عسكري لمجموعة سوفييتية- تاريخ الصورة غير معروف)

(القائد الشيوعي، فلاديمير لينين في خطاب شعبي- بتاريخ 25-5-1919)

(لينين في عرض عسكري للقوات بالساحة الحمراء- موسكو- بتاريخ 20-5-1919)

عندما تعملين على صور تخلد قادة ومعارك وطنية حدثت في القرن العشرين، قد يعتقد البعض أنك تعملين من أجل الجيل الأكبر. هل تعملين من أجل المسنين؟ أم من أجل الجيل الجديد؟
تحظى أعمالي بمعجبين من مختلف الأعمار. لكن في الحقبة الأخيرة، ألاحظ المزيد والمزيد من الشباب الروسي يميل للإعجاب بهذه الأعمال، وهو ما يجعلني سعيدة. في الحقيقة، خلال السنوات الـ30 الماضية، تقوم وسائل إعلامنا (الليبرالية منها) بتشويه تاريخ روسيا وشعبها، ولم تتوقف. لم أعد أستطيع أن أسمع ذلك بعد الآن، حيث كنت أرى أمام عيني الشباب الذي نشأ في تلك السنوات، وتسمم بهذه التشويهات. آمل أنهم سيجدون في صوري الملونة الجانب الآخر من التاريخ الروسي. وفي بعض الأحيان، تبوح الصورة أو البورتريه أكثر بكثير مما تبوح النصوص الطويلة.

شكراً لك على هذا الحوار، ونتمنى لكِ كل التوفيق...
شكراً لكم على اهتمامكم!

(نساء سوفييتيات يزلن حطام المنازل الذي خلفته القنابل- تاريخ الصورة غير معروف)

(معركة شوارع في ستالينغراد)

(موظفون سوفييت في برلين- 1946)

(أول ركاب لمحطة مترو موسكو- تاريخ 1935)

(الاحتفال بالنصر في موسكو- بتاريخ 9-5-1945)

(ليو تولستوي)

(المؤلف الموسيقي الروسي، بيتر إليتش تشايكوفسكي)

(القائد الشيوعي جوزيف ستالين)

(القائد الشيوعي فلاديمير لينين)

(د.أولغا شيرنينا)

آخر تعديل على الأحد, 08 تشرين1/أكتوير 2017 23:13