«الفلسطيني» ثانية.. في صدارة المشهد

«الفلسطيني» ثانية.. في صدارة المشهد

 

تصدرت صور الشباب والنساء والأطفال الفلسطينين المشهد الافتراضي وصفحات ومواقع  التواصل الاجتماعي، . سيلاً هائلاً من الفيديوات والصور والأخبار العاجلة التي تبثها مباشرة الكثير من الوقائع. صوراً لشباب يبتسمون وهم يتعرّضون للاعتقال، وأخرى لنساء وفتيات يشاركن في الهبة الفلسطينية ويقمن برمي الحجارة. شهداء أطفال وُثّقت صورهم، ونشرت أسمائهم، ليصبحوا رموزاً لمرحلة جديدة.

وتسلط  بعض الصفحات والمواقع الاجتماعية الضوء على الجرائم والانتهاكات «الإسرائيلية» بحق الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، وتوثق الكثير من عمليات الطعن وإلقاء الحجارة على الجنود الصهاينة.

وصايا الشهداء العشر!

فقد انتشرت صورة الشهيد بهاء عليّان أحد منفذي عملية الطعن في الحافلة الإسرائيلية في القدس المحتلة. ومعه تداول الناشطون منشوراً له يعود إلى العام الماضي، ويتضمّن عشر وصايا للشهداء بعد استشهادهم. ومن ضمن هذه الوصايا أن لا يجعلوا من الشهيد الفلسطيني مجرّد رقم ينسى سريعاً، وعدم نشر البوسترات على الجدران بعد الرحيل، وإبقاء العين على ما سيجري لاحقاً، وترك الحزن جانباً، والبحث عمّا وراء الاستشهاد، وتخطي الانقسام الفلسطيني الداخلي، وعدم تبني الفصائل لاستشهاده فموت الشهيد للوطن وليس لأحد. وصايا عشر «ستدخل تاريخ الوعي الفلسطيني» كما أكد الشاعر والكاتب الفلسطيني زكريا محمد على صفحته.

«هاشتاغ»!

وجدت الكثير من المواد طريقها إلى فايسبوك وتويتر وإنستغرام ويوتيوب، مقرونة بمجموعة واسعة من الهاشتاغات باللغتين العربية والإنكليزية. لائحة «الهاشتاغ» طويلة، من أبرزها بالإنكليزية ThirdIntifada، وبالعربية: (الانتفاضة_الفسطينية_الثالثة، وإعدام_طفل_فلسطيني، والقدس_تنتفض، والانتفاضة_انطلقت.. الخ). 

وصارت وسائل التواصل الاجتماعي دليلاً وأداة هامة للتأثير في مجريات الأمور، فعلى سبيل المثال، تحوّل فايسبوك إلى دليل للمتظاهرين الفلسطينيين يرصدون من خلاله خريطة الاشتباكات، ويحصلون عبره على معلومات حول طرق الوقاية والأمان خلال المواجهات.

الرعب من غضب الشارع 

وظهر واضحاً التخوفات من تأثير النشاط الفلسطيني على مواقع التواصل الاجتماعي من خلال تصريحات السياسيين والمراقبين الإسرائيليين. فقد شن رئيس الوزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو هجوماً عنيفاً على وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي الفلسطينية، وقال في مؤتمر صحافي: إنّ «معركتنا الأساسية يجب أن تتركز ضد مواقع التواصل الاجتماعي التحريضية والإعلام الفلسطيني». ووصف نتنياهو ووزيرا حربه وأمنه الداخلي موشيه يعلون ويغآل أردان، هذه المواقع خصوصاً فايسبوك بأنها «أهم مصادر التحريض التي تدفع الفلسطينيين للانخراط  في عمليات الطعن بالسكاكين». 

كما كشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي أنّ تعاوناً سيحصل بين «الشاباك» و«أمان» والشرطة لرصد ما ينشره الفلسطينيون على السوشال ميديا، بهدف «اتخاذ خطوات عملية ضدّهم». على خطٍ موازٍ، حذّرت محللة مواقع التواصل الاجتماعي في «معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي» أوريت بيرلوف في حديث إلى موقع «المونيتور» من مخاطر السوشال ميديا، وأوضحت أنّ الحملات الافتراضية «تشجّع وتكثّف الغضب الفلسطيني في الشارع..».