العراق: الأمير الأميركي وقتل المجتمع
في المواجهة الأولى بعد استقرار الاحتلال النسبي عسكريا، وقبل ظهور المقاومة المسلحة ضده ميدانيا، برزت في الإعلام العالمي صورة لبغداد والمنطقة التي يحكمها الاحتلال ومن تعاون معه سياسيا تحت مسمى «المنطقة الخضراء». وحين تلاحقت المتغيرات وارتفع منسوب المجابهة العسكرية بين الاحتلال والقوى التي تقاتله، أطلق الإعلام ذاته ومن خلال دراسات سريعة للمناطق الأخرى الملتهبة، تسمية «المنطقة الحمراء». وقد وضعت هذه التسميات، كما يقول ديريك غريغوري، الحد الفاصل بين حياة الادارة الحاكمة وحياة الناس في جحيم القتل اليومي. بهذا المعنى، فقد بدأ الاحتلال خطواته الأولى في الوحل، لأن «الأمير» الاميركي القادم بلغ مرحلة الشك في احتمالات نجاحه.