سورية السابعة عالمياً على مؤشر المخاطر الإنسانية والبيئية
تصنّف سورية حالياً السابعة عالمياً على المؤشر العالمي للمخاطر الإنسانية والطبيعية... وذلك من أصل 191 دولة تتوفر معيطات مقارنتها. فعدا عن الكارثة الإنسانية السورية، فإن العوامل المناخية تلعب دوراً هاماً في التأثير على الواقع السوري، وتجعلها الثالثة عالمياً من حيث مخاطر الجفاف تحديداً.
تعتبر منطقة حوض المتوسط واحدة من أكثر مناطق العالم المعرضة لارتفاع درجات الحرارة، وندرة المياه، وبالتالي، الأحداث الموسمية الطارئة كالجفاف والحرائق والفيضانات، وإذا ما كان معدل الارتفاع الذي ينبغي التكيف الدائم معه في المنطقة أعلى بـ 2 درجة، فإن المؤشرات القريبة في سورية أعلى من هذا المستوى.
وبأخذ درجات الحرارة في آيار 2021، فإن معدلات الحرارة في سورية كانت أعلى من الوسطي طويل الأمد للوقت ذاته العام الماضي بمقدار كان أقله 2,3-3,1 درجات أعلى من الوسطي في مناطق الساحل والسويداء، مروراً بـ 3,1-4,5 في المنطقة الوسطى والشمالية إضافة إلى درعا والقنيطرة، بينما وصل ارتفاع درحات الحرارة عن المعدلات في محافظات الجزيرة السورية في آيار الماضي إلى أكثر من 4,5-6,1 درجة. ليترافق هذا مع التراجع الكبير في معدل هطول الأمطار في كل مناطق البلاد في عام الجفاف الحالي، وتحديداً في الأشهر الأكثر حساسية وحاجة إلى المطر لأغراض الزراعة البعلية: كانون الثاني ونيسان. ليضاف إلى هذا التراجع الكبير في تدفقات مياه الفرات من تركيا التي شهدت أيضاً تراجعاً كبيراً في معدلات هطول أمطارها الموسمية، ليتقلص التدفق من 500 متر مكعب في الثانية في شهر 1 وصولاً إلى 214 ميليمتر مكعب في الثانية في حزيران. وبالنتيجة، فإن مجموع محطات التوليد الكهرومائية قد توقفت تقريباً كما في تشرين والطبقة، وحوالي 3 ملايين شخص تقلصت تدفقات الكهرباء الواردة إليهم لمعدل 1-2 ساعة كهرباء فقط في بعض المناطق. وهذا أيضاً أثر على مياه الشرب ومحطات الضخ التي تعاني أيضاً من نقص الطاقة، وتقلصت مياه الشرب للحسكة والرقة ودير الزور وحلب، وحالياً 54 من أصل 73 محطة مائية على طول الضفة الغربية لنهر الفرات قد تأثرت بالتراجع الحاد في كميات المياه، وبالتقديرات، فإن هذا يقلص تدفق مياه الشرب لأكثر من 5,5 ملايين شخص. التأثير طال بطبيعة الحال مياه الري حول حوض الفرات الذي أيضاً يقدّر أنه يقلص دخل أكثر من 5 ملايين شخص هو التعداد السكاني المعتمد على الإنتاج الزراعي في عموم المنطقة، وتحديداً يؤثر على أكثر من 1,3 مليون من أسر المزارعين في المناطق القريبة من النهر. أخيراً، امتدّ نقص المياه ليؤثر على الوضع الصحي العام، وأحد مؤشراته كان ارتفاع انتشار حالات الإسهال لدى الأطفال بسبب استهلاك المياه غير الصالحة للشرب، وفي الشمال الشرقي السوري تم تسجيل ارتفاع في هذه الإصابات في شهر آيار 2021 بنسبة: 233%. وحوالي 17 ألف حالة مقابل قرابة 7 آلاف في الوقت ذاته في 2020.
إن معطيات الجفاف في سورية تتحول إلى وقائع متكررة ذات تأثيرات تطال الحياة اليومية والأساسيات لملايين الأشخاص، والتأثير يتضاعف مع الهشاشة الاستثنائية في قدرة البنى والمؤسسات والنظم على الاستجابة لمثل هذه التحديات.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1031