الاعتماد على الذات وعلى «الجمعية البريطانية»
ضج الإعلام المحلي ليومين متتالين بالنشاط الحكومي المحموم، والحضور المكثف في المؤتمر الثالث للجمعية البريطانية- السورية... الذي يناقش «الرؤية الوطنية المتكاملة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في سورية» بضيافة الجمعية.
ضم المؤتمر أعضاء من الرئاسة السورية للجمعية، وحضرته الحكومة «بقضّها وقضيضها» كما يقال... من رئيس الحكومة إلى حاكم المصرف المركزي إلى رئيس هيئة التخطيط، مروراً طبعاً بممثلين رفيعين عن الخارجية السورية والمستشارين السياسيين.
وأطلقت الحكومة في هذا المنتدى المقام على مدرج جامعة دمشق، ما أسمته: «البرنامج الوطني التنموي لسورية ما بعد الأزمة»، وطرحته للنقاش من على هذا المنبر.
كما ألقى حاكم المصرف المركزي محاضرة بعنوان «السياسة المالية والنقدية»، وناقش المستشارون السياسيون واقع التعليم العالي، وهجرة العقول وغيرها. وتحدث رئيس هيئة تخطيط الدولة عن كيفية إصلاح القطاع العام.
أما على الطرف الآخر كان رئيس الجمعية، رجل الأعمال السوري الذي يحمل الجنسية البريطانية، والذي افتتح الحديث في المؤتمر. مشيراً إلى أنه يعطي فرصة للقاء بين الحكومة والمواطن السوري، ليكون حواراً شفافاً، ويضع حلولاً للمشكلات التي تنعكس على حياة الناس.. معتبراً أن الحكومة «ورغم غياب خطة شاملة لتعاملها مع الأزمات، وغياب سياسة فعالة لضبط الأسواق... إلّا أنها وعَت هذه المرحلة وبناء عليه وضعت البرنامج الوطني التنموي للنهوض بالاقتصاد في المرحلة القادمة».
ليشرح للحضور بأن: «الغاية من هذا المؤتمر هي مناقشة هذا البرنامج الواعد، وتبني هذه الخطة وربطها مع ما يمكن إنجازه من توصيات الجمعية السورية البريطانية في مؤتمريها السابقين، عبر خطوات ملموسة على أرض الواقع». حيث يتبين بأن الجمعية معنية بتحضير هذا البرنامج مع الحكومة السورية، منذ إعادة مؤتمراتها في سورية في عامي 2017-2018.
وتأتي هذه الفعالية رفيعة المستوى بتاريخ 1-2-2019، وبعد عشرة أيام من فرض آخر العقوبات الأوروبية على سورية، وبعد ثلاثة أيام من جلسة «الاستنفار القصوى» في مجلس الوزراء، وإقرار لائحة المهام الاستثنائية، للاعتماد على الذات..