الانتعاش المدمر.. انتعاش الأزمة!!
ليس غائباً عن ذهن أحد ما يمر به الاقتصاد العالمي اليوم من كساد وبطالة وهبوط في مؤشرات الأسهم. ومع أن سورية قليلة التأثر نسبياً بهذه المؤشرات الدقيقة بسبب الانغلاق النسبي للاقتصاد السوري عن الخارج إلا أن الإنسان لا يستطيع منع نفسه من الإدراك. إدراك ما يمكن أن يصدّر إلينا من أزمات الدول الصناعية الكبرى، فالشركات العالمية الكبرى قد سرحت في الأشهر الماضية ما يزيد عن 100 ألف عامل لديها والسبب هو الاقتصاد في التكاليف التي باتت عبئاً كبيراً بعد أن انخفضت بشكل ملحوظ أسعار الأسهم وهبطت بشكل متسارع الأرباح.
صورة الواقع
ولكي نستطيع رسم صورة أدق عن الواقع الذي مر به الاقتصاد العالمي بقيادة الإمبريالية الأمريكية يمكن إيراد الأرقام التالية:
بلغ انخفاض أرباح الشركات الكبرى معدلات كبيرة تتراوح ما بين 20 و40% تركزت معظمها في صناعة الإلكترونيات والكومبيوتر التي تعاني من كساد كبير منذ مطلع السنة الحالية.كما تعاني هذه الشركات من تراجع كبير في المبيعات وتدن في الاستثمارات وانخفاض في أسعار الأسهم يتراوح وسطياً حول 15%.
تسريحات بالجملة..
ونتيجة لذلك تم طرد أعداد مخيفة من العمال، كان بعضها على الشكل التالي:
لوسنت الأمريكية 20000 عامل.
انفينسز البريطانية 2500 عامل.
أمريكان أكسبرس 5000 عامل .
نورتل نتوركس الكندية 7000 عامل.
إيريكسون السويدية 12000 عامل مسرّح.
تصدير الأزمة
وطبعاً قد تم تصدير هذه الأزمة إلى الدول ذات الاقتصادات المفتوحة فحسب إحصاء للأرقام الحكومية فإنه قد تم تسريح مليونين و 290 ألف موظف في عشر دول أسيوية، النسبة الأكبر منها في اليابان ومعظمها في قطاع تصنيع رقائق الكمبيوتر، علماً بأن هذا الإحصاء لم يشمل الهند والصين.
أزمات مستعصية
وبالرغم من كل هذه المظاهر التي تبشر بحل الأزمة بشكل مؤقت اقتصادياً وتفاقمها اجتماعياً فإن ردود الأفعال تلك لم تكف وأصبح من الضروري خلق منافذ جديدة للهروب الذي يعد حلاً وقت الأزمات.
معدلات نمو الاقتصاد الأمريكي أثناء الحروب والأزمات
ولن نتحدث عن الحل الذي بات معروفاً للجميع منذ الحادي عشر من أيلول الماضي إلا أننا سنورد بعض الأرقام عن معدلات نمو الاقتصاد الأمريكي في أثناء الحروب والأزمات وبعدها:
الحرب العالمية الثانية 1939 ـ 1945 / معدل نمو الاقتصاد الأمريكي أثناء الحرب 11.25% وبعد الحرب 7%
الحرب الكورية 1952 / معدل نمو الاقتصاد الأمريكي أثناء الحرب 6.23% وبعد الحرب 7%
حرب فيتنام 1964 ـ 1973 / معدل نمو الاقتصاد الأمريكي أثناء الحرب 4.38% وبعد الحرب 4%
»الخلود» الكاذب!!
هذا هو ثمن انتعاش الأزمة الذي عاشته أمريكا، وربما كان هو الدمار نفسه الذي سيحل بالعالم لقاء بضع قطرات من إكسير الحياة لأمريكا لن تضمن لها الخلود أبداً!