صدق أو لاتصدق.. أكثر من 1.8 مليار ليرة سنويا خسائر المؤسسة العامة للاتصالات

بين الجعجعة التي يطلقها وزير الاتصالات والنغم الذي يعزفه مديرها العام حول أرباح المؤسسة البالغة مليارات من الليرات السورية، وبين التطبيل والتهليل من قبل وزير المالية عن أرباح المؤسسة التي تأتي كما يقولون بعد النفط هناك حقائق مؤلمة و أرقام يجب أن يخجلوا منها و يعملوا لتعديلها سريعاً فكل يوم تأخير يعني خسائر بعشرات الملايين لمؤسسة الاتصالات .و لكنهم لا يرون إلا نصف الكوب الممتلئ مع انه باستطاعتهم ان يملؤوا و يملؤوا ولكن عقلية التاجر السوري الموجودة في كل مكان وصلت أيضا إلى مؤسسة الاتصالات.

 يوجد لدى المؤسسة العامة للاتصالات حوالي مليون خط موجودة في المقاسم على شكل سعة غير مستخدمة و بدل من أن يتم إلغاء رسم التركيب كما أصبحت تفعل شركات الخليوي وتوزع الخط مجاناً ما زالت الشركة تتبع أسلوب تسويقي فاشل يسببان خسائر لا تقل عن 300 مليون ليرة في كل دورة وذلك على فرض أن الفاتورة الوسطية لكل خط غير مستخدم لديها في دورة هي 300 ل س.

فبدل أن تزيد المؤسسة عدد الاتصالات الشهرية المجانية من 75 إلى 100 اتصال وبدل أن تخفض سعر المكالمة إلى 60 قرش لكل ثلاث دقائق وبدل أن تحول حساباتها إلى الدقيقة بدل وحدة الحساب 3 دقائق، كان عليها أن تفعل المليون رقم الكاسد والغير مستخدم في مقاسمها فلماذا لم تتصرف المؤسسة بهذا الكم الهائل من الأرقام وتقوم بتوزيعه على الناس ولو مجاناً وتخفيض الاشتراك السنوي الذي ندفعه مجزئا على دوراتبدلا من أن تزيده، وبحسبة بسيطة وبالاستناد إلى ذلك نجد أن خسائر المؤسسة في كل عام هي 1.8 مليار ليرة بسبب عدم تشغيلها لتلك الخطوط.

 

أما عن خسائر المؤسسة في قطاع الانترنت فلا يمكن لأحد أن يحسبه في بلد فيه 17 مليون مواطن و 200 ألف مشترك في الانترنت ، والوضع الطبيعي أن يكون لدى المؤسسة مليون أو مليونين مشترك وأن تكون الخطوط مفتوحة على مدار الأربع والعشرين ساعة، هذا إذا كان مدير عام مؤسسة الاتصالات ووزير المالية يدركان أن بيت القصيد ليس في سعر الدقيقة بل في عدد المشتركين و عدد ساعات دخول أي مشترك مع العلم أن معظم المشتركين على قلتهم لا يدخلون النت سوى لوقت بسط ومن ناحية ثانية فإن غلاء أجر الإنترنت لا يؤثر سلباً على الإيرادات بل على صناعة البرمجيات أيضا.