دمتم بخير فن إدارة «التعليك»؟!

«ترقبوا فخر الصناعة الوطنية .؟!!»

لا أعرف لماذا توهمت حينها أنني سأسمع عن منتج جديد إلكتروني أو ميكانيكي أو حتى نسيجي! يمكن أو يحق لنا كمشاهدين أو كوسيلة إعلام أن نطلق عليه لقب «فخر الصناعة الوطنية»!! أو أني سأسمع عن خط إنتاج جديد لمؤسسة كبيرة، وقبل أن أذهب بشرودي بعيداً، متقلباً بين الأجهزة الكهربائية والأدوات المطبخية اكتشفت أن الجديد هو فقط (العلكة ع ) لكن بنكهة الفلفل الحار!!

اشتد كثيراً في الآونة الأخيرة الحديث أو الإعلان أو الترويج للـ ( تعليك) ، وباتت إعلانات فشواك، ومطناد، ودهام7، وإيدو، وبوزون، هوية تميز الإعلان الفضائي السوري ؟!

ترى هل لأن المنتجين المحليين قد أدركوا أن عوائده إعلامياً قد ازدادت بحكم البراهين الإقليمية الأخيرة، أم لأن (التعليك) ببساطة يحتاج أكثر من غيره إلى إعلان وترويج ؟

يقال هنا إن في التسعينيات زار رجل أعمال سوري مكتب وزير الصناعة مقدماً مشروعاً لصناعة أجهزة التلفزيون (تجميع) فعاجله الوزير (ص) ونصحه بما هو أكثر ريعية (صناعة العلكة)!!

في كل الأحوال هنيئاً للصناعة الإعلامية، بقدوم وتزايد رؤوس الأموال التي تؤمن بدور (التعليك) في دعم الثوابت الوطنية وتأمين فرص العمل والقضاء على البطالة ورفد الخزينة المالية للدولة بمزيد من الدولارات أو المساعدات التي قد نجنيها جرّاء تصدير (العلاك) إلى الخارج، وبالتالي دور (العلكة) في الحفاظ على القرار الوطني المستقل.!!!

لكن لكلّ هنا أسلوبه!

وهو ربّما قد يدفع الكثيرين من المسؤولين أو المديرين هنا وهناك إلى (التعليك) أو التحريض عليه في المقابلات التلفزيونية والصحفية!! ولكل هنا أسلوبه أيضاً!

وهكذا يمكن لنا أن نعتقد أن سر اندفاع أصحاب رؤوس الأموال على الاستثمار في شؤون (العلكة) مردّه، إلى الاستنتاجات التالية :

■في حوارات البعض من السيدات العاطلات عن العمل وكذلك الأمر لدى الشباب في القهاوي، مع النرجيلة وأوراق اللعب لن تجد صعوبة في ملاحظة ازدياد نسبة (العلاك)!!

■الرجال الغاضبون من زوجاتهم والمراهقون المستاؤون من آبائهم والنساء المستاءات من جاراتهن، الكل (يعلك)!

■ ومن جهة أخرى أولئك الذين يصطادون في المياه العكره - وما أكثرهم مؤخراً - أصحاب الغايات والارتباطات المشبوهة والأحقاد الدفينة (يعلكون) أيضاً!

■ مسؤولون ووزراء سابقون في الداخل والخارج ضاعت امتيازاتهم ومناصبهم، يتآمرون ويرتدون و(يعلكون)!

■وفي الآونة الأخيرة بشكل خاص هجمة إعلامية هائلة و شرسة على ذلك فترى بعض الصحفيين من الأشقاء العرب - وأقول البعض- وطواقم في محطات فضائية عربية تكثر مؤخراً من (التعليك)!!

الحكومة السورية هنا أمام خيارين لا ثالث لهما :

إما أن تراقب الحدود جيداً وترصد حركة الاستيراد والتصدير، فإذا كان الميزان التجاري الخاص بحركة (العلاك) من وإلى الخارج في خطر، تشجع الصادرات عبر إعفاء أصحاب (التعليك) من أي قيود!! ! و تسعى جاهدة إلى مجابهة حركة المستوردات من (التعليك) .

وإما - وعلى مبدأ السوق الحر - أن تسمح الدولة لكل من يود أن (يعلك) أو ينتج (علكة) أو يسوقها، أو يستورد (علاك) خارجي أن يفعل ما يشاء والشارع هنا هو القضاء والحكم. لكن وفي هذه الحالة نتمنى أن تؤمن الحكومة للمواطنين بدائل وخيارات لـ (العلاك) الخارجي لا سيما ذاك المستورد من دول الجوار، فعدم تأمين البدائل الوطنية، يعنى أن (العلاك) الخارجي سيؤثر على (العلاك) الداخلي، وهذا قمة الخطر!!

وقد نخسر بالتالي أيضاً مزيداً من الأرصدة الدولية في خزائننا وبالتالي يتأثر القرار الوطني المستقل.!

نعود إلى مفهوم (العلكة) وطنياً ..

تارة نسمع إعلاناً عن فوائدها لإنتاج وتصنيع ...... البالونات وأحياناً المناطيد!! وتارة أخرى نسمع عن فوائدها في إزالة السمنة وبالتالي الحفاظ على الثروات البطنية من الهدر؟! نسمع أيضاً عن (العلكة) المزيلة للاكتئاب... وننتظر دائماً الحصول مجاناً على (العلاك) المضاد لروائح الألسنة والأقلام غير المستحبة!

أما الجديد المتوقع في سورية وفي ظل هذه الفورة الصناعية الوطنية وتلاؤماً مع احتياجات ومقتضيات الانضمام إلى الشراكة الأوروبية، ومواجهة التحديات الإقليمية، فسقف توقعاتنا أن نترقب قريباً، خطوط إنتاج جديدة :

1 - العلكة المبيضة للأموال

2 - العلكة المخففة لضغوطات العمل

3 - العلكة الرادعة للفساد والسرقة

4 - العلكة المساعدة على التطنيش

5 - العلكة المزيلة لآثار العقوبات

أما على الصعيد العربي فنتمنى من صنّاع القرار الوطني أن يوسّعوا من نشاطاتهم نحو الخارج كأن نسمع قريباً وقريباً وفي الأسواق العربية المجاورة عن افتتاح: خط جديد لإنتاج «العلكة المزيلة لأمراض التهم» وخط لإنتاج «العلكة المزيلة للحقد والكراهية»

نعم أيها السادة الكل ينتج (علكة) و(علاك) والكل (يعلك) .... لكن شتان ما بين إنتاجنا وإنتاجهم؟؟!!

وأخيراً وإلى كل من سيقرأ هذه الأسطر من أصحاب القرار، أتمنى أن لا يكتفي بالقول :

«روح علّك على كيفك وأعلى ما بخيلك..............علكو!؟»

■ هاني الملاذي

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.