أرقام (عنصرية) من القاموس الأمريكي!

أرقام (عنصرية) من القاموس الأمريكي!

على خلفية أحداث القتل والاعتداء المتكررة التي تعرض لها السود في الولايات المتحدة على يد الشرطة، وخاصة في ولاية كارولاينا الشمالية، أعادت مجلة counterpunch الأمريكية التذكير بدراسة أصدرتها جامعة هذه الولاية عام 2010 عن التفاوت الطبقي بين السود والبيض ضمنها، وذلك عبر مقال لباتريك كار نشر يوم 28 من الجاري.

تقول الدراسة، أنّه في الوقت الذي يحوز فيه السود والملونون في الولايات المتحدة أقل من 39% من صافي الثروة، فإنّ هذه النسبة تنخفض في كارولاينا الشمالية بشكل كارثي لحدود 22% فقط من صافي ثروة الولاية!

كذلك فإنّ الدراسة تبين: أنّ نصف السود في الولاية يمتلكون مدخرات لا تزيد عن 100$ للأسرة الواحدة: (بالأصل household ولا ترجمة عربية لها، فهي تعني الأشخاص الذين يعيشون معاً متشاركين في السكن والطعام والخدمات الأساسية الأخرى). بينما وسطي الادخار لأسرة سوداء هو3,505$ وذلك بمقابل وسطي ادخار للأسرة البيضاء هو 14,125$

تبين الدراسة أيضاً أنّ أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 50 و65 عاماً من السود يملكون أصولاً تقدر وسطياً بـ17 ألف دولار لكل معيل منهم، في حين يصل الرقم إلى 143 ألف دولار لدى نظرائهم من البيض.

في دراسة أخرى للجامعة نفسها، ولكن لقسمها المختص بالشؤون الصحية والخدمات الإنسانية، يظهر أنّه في الوقت الذي لا يملك فيه 13% من السود في الولاية أي ضمان صحي، فإنّ نظرائهم البيض يصلون إلى 22%. 

إنّ جمع الأرقام المذكورة أعلاه، إلى الأرقام العامة في الولايات المتحدة، لا الأرقام الخاصة بتوزيع الثروة بين بيض وسود فقط، بل الخاصة بتوزيع الثروة العام ضمن المجتمع الأمريكي (وهو ما لم تفعله المجلة)، كفيل بتقديم صورة أوفى عن صراع مركب يجري في الولايات المتحدة، فمن جهة صراع بين قلة لا تنتمي لعرق أو لون محدد ضد بقية المجتمع، ومن جهة أخرى صراع عرقي لا يعدم أساسه الاقتصادي، ولكن محاولات حثيثة تجري لعزله عن أساسه الاقتصادي العام المتعلق بطبيعة النظام الأمريكي..

أشار تقرير حديث صدر في شهر آب الفائت، عن مكتب الميزانية في الكونغرس الأمريكي، (وهو تقرير رحيم بالقلة الحاكمة بلا شك)، إلى أنّه بين عامي 1989 و2013 ارتفعت ثروة أغنى 10% من عائلات الولايات المتحدة من 20 ترليون دولار إلى قرابة 51 ترليون في حين لم تزد ثروة العائلات الـ50% الأفقر طوال الفترة المذكورة.

دراسة أخرى لإيمانويل سيز وغابريل زوكمان، منشورة في آب 2015، تفيد أنّ الـ 1% الأغنى في الولايات المتحدة قد ازدادت حصتهم من الثروة خلال الأعوام الثلاثين الماضية من حوالي 21% من إجمالي الثروة إلى حوالي 43% منها.