صناعة الجبن في منطقة الغاب مشاكل في الصناعة وأزمة في التسويق
ليس غريباً أن تكون منطقة الغاب المنتج الأساسي لمادة الحليب في سورية، وليس غريباً أن تكون أكثر المناطق إنتاجاً للخيرات المادية لبلدنا، لكن الغريب أن تكون هذه المنطقة من أكثر المناطق فقراً في سورية، وأكثر المناطق تظلماً من حيث تمتعهم بالخيرات المادية التي يتمتع بها بلدنا، وذلك لافتقارهم لأية منشأة صناعية حتى ولو كانت ذات طابع زراعي.
معمل (زيوت/ معمل حلج قطن/ معمل صناعة الألبان والأجبان/ أية منشأة عامة وما إلى ذلك) ـ منذ الاستقلال حتى تاريخ كتابة هذه المقالة ـ.
المهم في الأمر أن مربي الأبقار صاروا في حيرة من أمرهم ماذا يفعلون وأصحاب مراكز الأجبان كيف يتصرفون وكما يقول المثل الشعبي الدم لا يغسل دم فالمنتجون لمادة الجبنة يقعون بين حاجة مربي الأبقار المستمرة لمادة العلف وعجزهم عن تأمينها بسبب ارتفاع أسعارها وانخفاض أسعار مادة الحليب وكذلك الجبنة ـ حيث يتحكم بسعر مادة الجبنة تجار محترفون في تسويقها من منطقة جسر الشغور ـ حيث تجمّع في هذه المدينة أكثر من 95% من مادة الجبنة ومن ثم يقوم هؤلاء التجار بتحديد سعرها واقتطاع 5% عمولة لهم لقاء ذلك ثم يقومون ببيعها إلى دمشق وحلب وباقي المحافظات السورية دون القيام بأية خدمات تذكر لأصحاب صناعتها ـ البلاء الأكبر يقع على عاتق أصحاب مراكز الجبن كدفع سلف لمربي الأبقار و استئجار سيارة لتجميع الحليب ثم صناعته وإيصاله إلى مراكز التسويق ـ هذا الواقع المأساوي يتطلب من الحكومة الموقرة والمعنية إعادة النظر بسعر مادة المركب حيث وصلت قيمة الطن الواحد حتى كتابة هذا المقال إلى /14000/ ل.س فيما لا يتجاوز قيمة الطن الواحد من الحليب أكثر من 11500 ل.س.
إعطاء قروض متوسطة إلى أصحاب مراكز صناعة الجبن ودون واسطة أو رشوة أو روتين يؤدي إلى الرشوة لتمكينهم من متابعة عملهم وتقديم ما يمكن تقديمه في هذه الصناعة وذلك لما فيه مصلحة الوطن والمواطن ـ إذ كيف لنا أن نتصور أن مربي الأبقار سعيد وهو يشتري /1/ كغ من المركب ـ/14/ ل.س ليبيعنا /1/ كغ من الحليب بـ/11.5/ ـ فتصور أي واقع يعيشه مربو الأبقار، وأي مستوى معيشي يعيشه منتجو الخيرات المادية لبلدنا.
■ راتب سعيد الجيد