سهل الغاب إلى أين؟

يعد الغاب من أخصب بقاع العالم. هذا ما يقوله الباحثون المختصون بشؤون التربة الزراعية لكن هل ما زال هذا القول ينطبق على سهل الغاب منذ أواخر القرن الماضي وحتى الآن.

وتأتينا الإجابة عند مقارنة إنتاج الدونم الواحد من محصول القطن أو الشوندر السكري .

في عام 1985 كان يتراوح متوسط إنتاج الدونم الواحد من 7 ـ 10 طن أما في السنوات الأخيرة فلم يتجاوز وسطي الإنتاج 4 طن وبالنظر إلى إنتاج القطن كان متوسط إنتاج الدونم الواحد 400 كغ أما الآن فهو 150 كغ ويعود ذلك إلى أسباب عدة منها:

1 ـ زيادة الملوحة في التربة لعدم قيام المصارف الرئيسية بعملها المخطط لها لتصريف مياه المطر وحبس المياه شتاءً وضخها إلى السدود المتاخمة للغاب وسد المصارف الفرعية بطرق مختلفة سواء بالإهمال أو التعمد لأغراض خاصة من المستفيدين من ذلك.

2 ـ التلوث الذي لحق بالتربة جراء مخلفات المعامل التي تصب في المصارف الرئيسية أو مجرى نهر العاصي قبل دخول سهل الغاب (معمل سكر تل سلحب مثال حي).

3 ـ عدم اتباع خطة زراعية كفيلة بتعويض الخصوبة للتربة.

4 ـ عدم تعويض التربة ما تفقده من خصوبتها بسبب قلة الأسمدة وغلاء أسعارها وعدم تناسبها مع أسعار المحصول الزراعي (قطن ـ شوندر ـ قمح).

عدم تمكن الفلاحين من الوصول إلى أراضيهم شتاءً بسبب هطول المطر الغزير والهطولات المطرية في الغاب معروفة بغزارتها. التعامل بجدية مع هذه المشكلات المعوقة لتنمية وتطوير هذه الأراضي الزراعية من خلال دعم الفلاحين بقروض ميسرة وطويلة الأجل لإدخال الطرق الحديثة في الري وتقديم الأسمدة والبذور الزراعية الصالحة للزراعة وزيادة سعر المحاصيل الزراعية التي تحتكر تسويقها الدولة.

فبالرغم من زيادة أجور الموظفين التي لا يحسدون عليها ـ وزيادة الأسعار كافة بمعدلات جنونية بقيت أسعار المنتجات الزراعية الاستراتيجية والتي تحتكر استلامه الدولة على ما هي عليه منذ أكثر من عشرين عاماً.

علينا التنبه للحالة التي وصل إليها فلاحو سهل الغاب وقد بدأ الكثير منهم بهجرة أراضيهم والتوجه إلى أعمال خدمية أو سياحية بالمفهوم الحديث للسياحة في توجه الحكومات المتعاقبة إذ يلاحظ انتشار المقاصف (الملاهي الليلية وتوابعها) وحظي الغاب بشهرة دولية وخاصة في دول الخليج لا بنوعية قطنه طويل التيلة أو قصيرها ولا بخضرواته الطبيعية ولا بقمحه الخالي من المواد الكيميائية، بل بالمكورات والمدورات والخصور النحيلة والقدور المياسة والظهور والصدور والسيقان العارية.

■ يامن طوبر

آخر تعديل على الجمعة, 11 تشرين2/نوفمبر 2016 13:45