د. حيان سليمان: المطلوب البحث عن موارد جديدة

إن قضية الدعم تعتبر قضية أساسية في اقتصاديات كل الدول سواء أكانت متطورة أو نامية، وسواء أكان دعماً إنتاجياً أم استهلاكياً، وإن من أهم المشاكل بين أمريكا والاتحاد الأوروبي القائمة اليوم، هي تلك المتعلقة بدعم المنتجات الزراعية، كما أن الولايات المتحدة التي تعتبر قلعة النظام الرأسمالي العالمي تقدم الدعم بأشكال مختلفة، سواءً أكان دعماً أصفر عبر الدعم غير المباشر أو أخضر بالدعم المباشر حسب المصطلح الذي يطلقون عليه هناك.

لذلك أقول بصراحة: من القضايا الهامة وخاصة لذوي الدخل المحدود في مجال الدعم الاستهلاكي، أما الدعم الإنتاجي الذي يقول البعض بأنه يقدم إلى الصناعيين، وهؤلاء ليسوا بحاجة إلى المازوت والكهرباء، فبرأينا يمكن بحث هذا الموضوع من خلال تخفيض أسعار منتجاتهم التي تسوق في السوق الداخلية، ويمكن أن تعطيهم فترة تنافسية لزيادة الصادرات في السوق الخارجية، مما ينعكس إيجاباً على رصيدنا من القطع الأجنبي لأنه من الباب الاقتصادي فإن المطلوب هو البحث عن كيفية زيادة موارد الخزينة سواءً من خلال الزيادة الإنتاجية أو من خلال الناتج الإجمالي أو مكافحة التهرب الضريبي أو الفساد أو.... وبالتالي لا نرى أي مبرر لرفع الدعم وخاصة المواد الاستهلاكية المطروحة في السوق وإذا أخذنا المازوت فبرأينا أنه إذا ما رفع الدعم عنه فسوف ينعكس سلباً في مجالات الحياة كافةً وترتفع الأسعار ارتفاعات كثيرة مما يؤدي إلى زيادة التضخم، وكما يقولون اقتصادياً «إن التضخم كالملاريا يجعل الحياة كريهة» من هذا الباب، أعتقد أننا بحاجة ماسة إلى البحث عن موارد جديدة تساهم في دعم خزينة الدولة وليس في اللجوء إلى أسهل الطرق، وهو رفع الدعم. ومن جهة ثانية البحث عن كيفية تصنيع موادنا الأولية التي نصدرها بأبخس الأسعار وتصنيعها داخلياً، بما يحقق أعلى قيمة مضافة وتشغيل أكبر قدر ممكن من اليد العاملة. وبالتالي يتم امتصاص البطالة لأن رفع الدعم سيترك آثاره السلبية على العاطلين عن العمل بالدرجة الأولى وعلى ذوي الدخل المحدود وعلى الفلاحين. ومن هنا أقول إن تنظيم إيصال الدعم إلى مستحقيه هو خطوة البداية لرفع الدعم نهائياً.

وهناك الكثير من الدول لم تتمكن من ذلك كمصر مثلاً. من هنا أقول بلغة الأرقام إن قيمة الدعم والمعبر عنه بحدود 200 مليار ليرة سورية ونعرف أن قيمة التهرب الضريبي بحدود 200 مليار ليرة سورية أيضاً، فالمشكلة ليست في الدعم، وإنما تكمن في أماكن أخرى، ومن المعروف أن من أهم الأخطاء الاقتصادية هو اتخاذ أسهل الطرق لحل المشاكل الاقتصادية. لذلك نرى أن رفع الدعم ليس له أي مبرر وخاصة في وقتنا الحالي.

آخر تعديل على الخميس, 17 تشرين2/نوفمبر 2016 18:37