الأسواق والأزمة
بدأت أسعار العديد من السلع بالارتفاع بشكل ملحوظ في الأسبوعين الأخيرين بالتزامن مع ارتفاع وتيرة الحدث الداخلي، وقد طالت هذه الارتفاعات السكر الذي وصل الكيلو غرام الواحد منه إلى حدود الخمسين ليرة، والقهوة التي قفز الكيلو غرام الواحد منها نحو أربعين ليرة دفعة واحدة، مروراً بالعديد من أسعار الخضار والفاكهة الصيفية التي فاقت أسعارها هذا الموسم كل حدود، بما في ذلك أسعارها في جميع المواسم السابقة، حتى في أشدها قحطاً ومحلاً..
يقول أحد الواقعيين المتشائمين: إن هذه الارتفاعات ما هي إلا أول الرقص.. أما (الدبكة) الحقيقية فهي وشيكة جداً، فالأزمات الكبرى تشكل فرصة كبيرة، بل واستثنائية، للمحتكرين الذين تربوا وترعرعوا في كنف غلبة صوت وإرادة الفاسدين وغياب صوت وإرادة الشعب وممثليه وإعلامه الوطني، لكي يصولوا ويجولوا ويتحكموا بأرزاق الناس وحاجاتهم الأساسية..
الغلاء سيستعر.. والأسواق ستنفلت.. هذا ما أكده الواقعي المتشائم، مضيفاً أن لا سبيل إلى إيقاف الاندفاع نحو هذه الهاوية الخطيرة إلا بحل وطني صاعق وفوري وحاسم، يستأصل الفساد من جذوره، وينطلق بحزمة إصلاحات عميقة لمصلحة الجماهير والبلاد والوحدة الوطنية..