تقارير النقابات: الإنتاج في القطاع العام يعاني نقص العمال وإنقطاع الكهرباء!
تتوالى إصدارات تقارير المؤتمرات السنوية لاتحادات النقابات العمالية المختلفة، وذلك بمناسبة انعقاد مؤتمرات النقابات خلال الشهر الجاري وشباط 2016 القادم. ورغم أن القاسم المشترك بين مختلف هذه التقارير هو شح المعلومات، وتحديداً في التقارير الاقتصادية إلا أن قاسيون ستضيء سريعاً على أبرز ما جاء فيها تباعاً.
البداية في هذا العدد مع تقرير نقابة عمال الغزل والنسيج في دمشق الذي يشمل أوضاع شركات هذا القطاع حتى 31/12/2015، والمقدم للمؤتمر المزمع عقده بتاريخ 1/2/2016 القادم، حيث أعاد التقرير التأكيد على أن أهم الآثار السلبية على العملية الإنتاجية تتمثل بـ( عدم وجود استراتيجية واضحة المعالم وكافية للجهات الوصائية في عملية الاستبدال والتجديد والخطط الاستثمارية ورصد الاعتماد المالي اللازم).
(جهود تبذل) بانتظار التنفيذ!
وفي التفاصيل أوضح التقرير أن الشركة التجارية الصناعية المتحدة (الخماسية) لا تزال متوقفة منذ عام 2013 بسسب «الظروف الأمنية» وأن عمالها الفعليين البالغين 800 عامل باتوا من العمال المندوبين إلى باقي جهات القطاع العام علماً أن الشركة خططت لتوظيف 1200 عامل لعام 2015. كما أشار التقرير إلى (جهود تبذل لشتغيل بعض صالات النسيج وآلات الزوي اعتباراً من بداية العام الحالي).
أما بالنسبة للشركة العامة للمغازل والمناسج والعائدة للعمل جزئياً في آب 2014 بعد انقطاع لمدة عام، فإنها (قامت بتشغيل 8 أنوال جاكار في بداية الإقلاع وتشغيل مصبغة) وأضاف التقرير أن (هناك جهود تبذل لإعادة تشغيل بعض أنوال النسيج)، كما أوضح التقرير بلوغ عدد العمال إلى 720 عامل فعلي من أصل 934 عامل مخطط في هذه الشركة.
الشرق: توقف 60%
من الآلات بسبب نقص العمال
الشركة العربية المتحدة للصناعة (الدبس) تعمل بواقع 50% من طاقتها الإنتاجية هذا ما أوضحه التقرير، حيث قامت بتنفيذ 54% من خطتها الإنتاجية وبنسبة مبيعات بلغت 100% فكانت حاصلتها أكثر من مليار ليرة بقليل من المبيعات، علماً أن عدد العمال الفعلي بلغ 538 عامل من أصل 758 مما هو مخطط للعمال. أما بالنسبة لشركة الشرق للألبسة الداخلية فقد نفذت 40% من خطتها الإنتاجية، وعزا التقرير سبب التراجع في تنفيذ الخطة إلى (نقص كبير في عمال الإنتاج) حيث توقفت أكثر من 60% ممن الآلات نتيجة لذلك! الصادم أن شركة وسيم للألسبة الجاهزة تعاني من المشكلة ذاتها أي نقص العمال، وهو ما خفض نسبة تنفيذها للخطط إلى 45% ما دفعها لتعيين 100 عامل مؤخراً!
النايلون بإنتظار المواد الأولية!
حال الشركة العامة لخيوط النايلون والجوارب يتقاطع مع سابقاتها من حيث (نقص عمال الإنتاج والفنيين)، إلا أنه يزداد سوءاً بفعل توقف شبه كلي عن إنتاج الخيوط لعدم وجود مواد أولية، وعلى ذلك جاءت نسبة تنفيذ خطتها الإنتاجية متدنية بـ 20%، و60% لنسبة تنفيذ المبيعات. معمل سجاد دمشق هو الآخر نفذ 20% فقط من خطته الإنتاجية، وأيضاً بسبب نقص اليد العاملة الخبيرة ناهيك عن إنقطاع الكهرباء وصعوبة تأمين قطع التبديل وصعوبة تسويق المنتج. أما شركة الصناعات الحديثة المتخصصة صناعة الأقمشة فقد دمر معملها بالكامل في أيلول الماضي، وتم ندب أقل من 200 عامل منها إلى جهات القطاع العام المختلفة.
هذا وقد خلص التقرير إلى أن أبرز الصعوبات هي: (غياب العمال نتيجة صعوبات الظروف الراهنة، وصعوبة تأمين المواد الأولية وارتفاع أسعار النقل، ونقص عمال الإنتاج ، وانقطاع التيار الكهربائي، وارتفاع أسعار الطاقة، ونقص الفنيين، وصعوبة تأمين قطع التبديل)، كما اقترح التقرير حلولاً كان أبرزها (دعم المنتج الوطني وإعادة النظر بأسعار الطاقة وتأمين مستلزمات الإنتاج وحل مشكلات الكهرباء وتأمين وتدريب اليد العاملة).
مرة أخرى تثبت تقارير النقابات أن السياسات الحكومية المنفذة هي واحد من أهم مشاكل النمو الاقتصادي وتطوير الإنتاج في القطاع العام، فسياسة عدم التوظيف على خطوط الإنتاج ورفع أسعار الطاقة وعدم تأمين مستلزمات الإنتاج واحدة من أبرز معالم السياسات التي نفذتها الحكومة في العام الماضي.