المازوت والغاز: 72% من أجور السوريين.. 5% في الدول المجاورة
تراجعت القيمة الفعلية لأجور السوريين إلى حد كبير مع تراجع قيمة الليرة السورية، ومع ارتفاع مستويات أسعار الخدمات المختلفة، وتحول الحد الأدنى للأجور في سورية كمؤشر، إلى رقم ضئيل جداً بالقياس إلى كافة الحاجات الضرورية التي يفترض أن يغطيها لتكون معيشة المعيل السوري وأسرته بالحدود الدنيا فقط.
المقارنة بين سورية والدول المجاورة، تشير إلى فوارق كبيرة تدل على مستوى تضاؤل معيشة السوريين وأجورهم.
وبمناسبة رفع الحكومة لأسعار المازوت- الغاز- الخبز والفيول، سنحتسب تكاليف التدفئة عن طريق المازوت في أشهر الشتاء الثلاثة، مع تكلفة أسطوانة غاز شهرياً، أي ثلاث أسطوانات، ونسبتها من مجموع الحد الأدنى للأجور في كل دولة للأشهر الثلاثة. والدول هي لبنان- الأردن- مصر بالإضافة إلى سورية.
الحد الأدنى للأجور الشهرية
سورية: 13670 ل.س – لبنان: 675000 ل.ل- مصر: 1200 جنيه- الأردن: 220 دينار
200 ليتر مازوت
و3 أسطوانات
سيتم تقدير تكاليف المازوت، وفق المستوى (التقشفي) للسوريين في ظروف الأزمة الحالية، ليراعي ذلك ظروف سورية من جهة، وعدم اعتماد المازوت كوسيلة تدفئة رئيسية في بعض الدول المدروسة. يضاف إلى ذلك 3 أسطوانات غاز منزلي سعة 12,5 كغ.
الدستور السوري، والمنطق العام يقول بأن الحد الأدنى للأجور يجب أن يغطي الحاجات الرئيسية كافة، لأسرة العامل والمعيل، إلا أن الحرب ومستثمريها من رافعي الدعم أدت إلى (احتلال) حاجات (التدفئة التقشفية) وإعداد الطعام باستخدام الغاز المنزلي حدود 72%، أي ما يقارب ثلاثة أرباع الحد الأدنى للأجر السوري.
بينما النسب المنخفضة في الدول المجاورة تشير إلى حجم الفقر السوري الناجم عن ارتفاعات الأسعار وثبات الأجور، وتلغي كل الذرائع التي لا يخجل بعض المسؤولين ومبرري سياسات رفع الدعم من تكرارها، بأن الأسعار في سورية لا تزال أخفض من غيرها، في تجاهل متعمد لنسبتها من الأجور!