دونم من الحمضيات..وسطي تكاليف المزارع ودخله

دونم من الحمضيات..وسطي تكاليف المزارع ودخله

تقول الأرقام الرسمية، إن إنتاج الحمضيات قد نما بمعدل 30% تقريباً خلال أعوام الأزمة الأربعة، استطلعت قاسيون واقع إنتاج الحمضيات من حيث تكاليف إنتاجها وظروفه، في محافظة طرطوس، والمعلومات التالية من بلدة يحمور ومحيطها، التي يشكل إنتاجها المتوسط نسبة 8-9% من إنتاج الحمضيات في البلاد، والتي تسمى (بلدة المليون شجرة) ممتدة على مساحات قرابة 2000 هكتار.

محرر الشؤون الاقتصادية
عانت مناطق بلدة يحمور كغيرها من الجفاف وقلة الأمطار في الموسم الماضي، ويقدّر المزارعون بأن قلة المياه مع ارتفاع أسعار المستلزمات، بالإضافة إلى سعي المزارعين إلى (حلول تقشفية) كتخفيض كميات السماد المطلوبة، وتخفيض عدد مرّات الرش بالأدوية، ستشكل عوامل تجعل إنتاج العام الحالي حوالي نصف العام السابق بأفضل الأحوال، وهو ما يشكل عينة تستطيع أن تدلنا بشكل كاف على مستوى التراجع في إنتاج الحمضيات على مستوى البلاد.
تكاليف الدونم
استعراض تكاليف الدونم من الأرض، ولاحقاً تكاليف قطاف طن الثمار، ونقله، وحصة التجار من بيعه، يستطيع إيصالنا إلى تقدير أولي لتكلفة الكغ الوسطية على المزارع، والتقديرات وسطية محسوب فيها التباين بين الأنواع وأسعارها. منطلقين من تقدير أن دونم البرتقال يحوي حوالي 40 شجرة بوسطي 100 كغ على الشجرة، أي وسطي 4 طن في الدونم.
السقاية أولاً
تعتبر السقاية أقل كلفة إذا كانت في مناطق الأحواض المائية، وهي بالنسبة لبلدة يحمور، مياه سد الباسل، التي توزع المياه منها باشتراكات رمزية تخفف من تكاليف السقاية لحد بعيد. أما بالنسبة للمزارع البعيدة نسبياً عن الأحواض، فإن الاعتماد على الآبار الارتوازية، التي انخفضت مناسيب مياهها، وبالتالي ازدادت تكلفة استخدام محركات الديزل، والكهرباء  للضخ، قد جعل من عمليات السقاية واحداً من الأعباء الكبرى، في ظل عدم توفر المازوت وارتفاع أسعاره، أو وضع الكهرباء، وهو ما كان السبب في خسارة جزء هام من الإنتاج، لذلك يصعب تقدير تكاليف الري يتراوح بين تكاليف طفيفة رمزية، وبين ظروف قد تؤدي إلى تراجع كبير في الإنتاج.
السماد (الكيماوي)
ازدادت أسعار السماد إلى حد كبير، وصلت في أنواع إلى 3 أضعاف. وبالنسبة للسماد الذي يتوفر من المصرف الزراعي فإن الأسعار بلغت بحسب الأنواع: سماد البوتاس: 6800 ل.س، السماد المركب: 3200 ل.س، الآزوتي: 2800 ل.س. والسعر للكيس الذي يتسع لحوالي 50 كغ من السماد. إلا أن الملاحظ بحسب المزارعين بأن جزءاً هاماً من السماد الحكومي ينتقل إلى السوق السوداء،  التي يضطر جزء هام من المزارعين أن يشتروا حاجاتهم منها، وفوارق السعر تتباين بحسب الأنواع أيضاً، البوتاس في السوق: 10000 ل.س، المركب: 4000، والآزوت: 3000 ل.س، للكيس طبعاً.
بأخذ الأسعار الحكومية في قياس التكلفة، فإن الدونم الواحد يحتاج إلى كيس من كل نوع بالحد الأدنى لتبلغ تكلفة السماد الكيمياوي للدونم: 12800 ل.س.
السماد العضوي
إن ارتفاع أسعار السماد الكيماوي، دفع إلى مزيد من الاعتماد على السماد العضوي الذي لا يشكل بديلاً، ولكن هذا أدى إلى ارتفاع أسعاره، يضاف إلى ذلك أن ارتفاع سعر المازوت، وبالتالي النقل، وندرة الأعلاف، وتراجع عدد الأبقار المحلية والمداجن، جميعها مسببات إضافية لارتفاع سعر السماد العضوي، فالشاحنة الزراعية الصغيرة المعبأة بالسماد العضوي، والتي تنقله إلى البساتين، تضاعفت تكلفتها وانتقلت من 7000 ل.ٍس إلى 14 ألف ل.س، وهي حاجة الدونم الوسطية.
أدوية المعالجة (الرشوش)
تضاعفت أسعار الأدوية أيضاً التي يستوردها القطاع الخاص، ويوزعها التجار، والتي تتباين أسعارها بحسب الأنواع والوظيفة، والفعالية. والدونم يحتاج وسطياً إلى 4 رشّات متنوعة في السنة، تكلفتها بالحد الأدنى 5000 ل.س في العام الماضي. وينبغي التنويه أنه في حالات الإصابات المستفحلة يتضاعف هذا الرقم إلى أكثر من 10 آلاف ليرة سورية.
(الحرّاق)/ (التعشيب)
يرّش الحراق مرتين بالسنة وسطياً والتكلفة للدونم بالحد الأدنى 3000 ل.س
أجور العمل الزراعي
التقليم: أجرة العامل الزراعي وسطي 1500 ل.س لليوم الواحد تقليم، وبينما يحتاج الدونم إلى خمسة أيام عمل وسطية فإن التكلفة أجور التقليم: 7500 ل.س.

القطاف: كلفة أجور عمال قطاف الطن من الحمضيات تبلغ 3500 بالمعدل الوسطي، وهو العمل الذي ينجز تقريباً بيوم عمل، وبوسطي 3 عمال، لذلك فإن أجور قطاف الدونم تقدر تكلفته بوسطي 14000 ل.س.
وهنا لم تحتسب تكاليف عمل المزارع حيث تحتاج المزرعة إلى متفرغ دائم خلال العام غالباً هو المزارع، وتحديداً في الحيازات الصغيرة التي تشكل النسبة الكبرى من الحيازات.
خدمات النقل والتجارة
العبوات: ارتفع سعر العبوة التي سعتها 8 كغ إلى 45 ل.س، أما سعة 13 كغ: 85 .س مستعملة، وبينما يحتاج الطن إلى حوالي 77 عبوة فإن تكلفة العبوات للطن تبلغ 6545 ل.س. تكلفة العبوات للدونم 26180 ل.س
النقل: بسبب تضاعف أسعار المحروقات وعدم توفرها، أصبحت أجور النقل مضاعفة من المزرعة إلى سوق الهال. فأجرة نقل الطن لمسافة 10 كم: 2500 ل.س، والمفارقة أن أجرة النقل ارتفعت بحدود 10 أضعاف خلال الأزمة، حيث كانت كلفة النقل 250 ل.س وسطياً. تكلفة النقل للدونم 10000 ل.س
السمسار: تبلغ نسبة تاجر سوق الهال 5% من مبيعات الطن، ويحتسبها من فاتورة المزارع، بخصم ما سيدفعه له مقابل شرائه للمنتوج. فإذا ما كان وسطي سعر بيع كغ ثمار الحمضيات بأنواعها يبلغ في الموسم الحالي، وحتى الآن 35 ل.س، وفق تقديرات المزارعين، فإن حصة التاجر من بيع الطن بقيمة 35 ألف ل.س، تبلغ 1750 ل.س.
وحصة التاجر من الدونم أي مبيع 4 طن: 7000 ل.س
البيع وأسعاره
تتباين أسعار ثمار الحمضيات بحسب أنواعها: الكريفون والبوملي: 15-30 ل.س/ للكغ، أبو صرة- يافاوي: 25-40، الكرمنتينا- اليوسفي: 35-50، الليمون الحامض: 30-70  ل.س/ للكغ. وسطي بيع الكغ: 35 ل.س