غياب التنمية المتوازنة خلق مشكلات اقتصادية – اجتماعية مستعصية
ثمة جملة من المشكلات الاقتصادية – الاجتماعية التي يعاني منها السوريون اليوم، وما تزال في حالة من التفاقم، بدءاً من ارتفاع في معدلات الفقر و البطالة، والنزوح غير المقبول إلى المدن الكبرى، وخاصة إلى العاصمة دمشق، وما نتج عن ذلك من اختناق مروري فيها، بالإضافة لظهور أزمة سكن خانقة، وغيرها الكثير من المشكلات الاقتصادية، والتي ما هي إلانتيجة لمقدمة واحدة، وهو غياب التنمية المتوازنة، والتي نعني بها غياب أي تنمية ممنهجة وحقيقية في المحافظات السورية باستثناء الرئيسية منها (دمشق وحلب)،
فلا مشاريع قادرة على استيعاب العمالة الداخلة سنوياً إلى سوق العمل، وما خلفه من نزوح إلى المدن الكبرى، وارتفاع في أرقام البطالة.. في الساحل السوري لم تقم صناعات أو معامل صغيرة بتمويل حكوميلاستيعاب الفائض من الحمضيات، واستخدامها في صناعة العصير، وكذلك لم تقم معامل لتعليب وتغليف زيت الزيتون بهدف تصديره، بعد إعطاءه قيمة مضافة، وهذا ما تفعله تركيا التي تستورد الزيت السوري لتعاود تصديره بعد تعليبه وتغليفه بأسعار مضاعفة، وكذلك هو حال القمح، الذي يمكن استغلاله بقرابة 52 صناعة، بينما لا نستخدمه إلا في أربع أو خمس صناعاتفي أحسن الأحوال، والأقطان ليست أفضل حالاً، وهي التي تصدر خاماً، بينما تتيح لنا عملية تحويلها إلى خيوط قيمة مضاعفة تقدر بستة أضعاف، وينتج عن تحويلها إلى ألبسة جاهزة ما يقارب 12 ضعفاً، فالتنمية المتوازنة ستؤدي لتشجيع الزراعة، وإنشاء صناعات قائمة على تلك الزراعات، بما يساهم في تحسين الصناعة الوطنية، وتثبيت الفلاح في أرضه، ومنع الهجرةمن الأرياف والمدن إلى محافظتي دمشق وحلب، فالتنمية المتوازنة متعددة المنافع على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي، وهي الكفيلة بحل العديد من المشكلات الاقتصادية المستعصية..