عرض العناصر حسب علامة : فلسطين المحتلة

«حروب» كانون الثاني 2008

ربما لاشيء أكثر إيلاماً من صورة الطفل الفلسطيني المريض في غزة الذي قطع الاحتلال مصادر الطاقة عن جهاز تنفسه وبات أهله يتناوبون عضلياً على مدار الساعة لمده بأوكسجين الحياة، ومثله تلك المرأة الغزاوية أيضاً التي تخوفت من حدوث شيء ما لها ليلاً ونفاد عبوات أوكسجين حياتها، إلا تصريح بعض (وأكرر بعض) قواعد الفتحاويين في رام الله، مباشرة بعيد تعطل محطة الكهرباء الرئيسية في غزة وغرقها مع أبنائها رجالاً ونساءً وأطفالاً، مرضى في المشافي، وطلاب مدارس عليهم واجبات منزلية يجب حلها، وربات منازل، في الظلام جميعاً، حمساويين وفتحاويين ومن مختلف الفصائل وغير متحزبين، وقول أولئك «البعض» في تصريحات لقناة الجزيرة في تغطيتها المتزامنة من غزة ورام الله لرصد ردود الفعل: «في كل الأحوال هذا خيار شعب غزة وهم يدفعون ثمنه..... (استدراك) ونحن نتضامن معهم..»!

نعم، الأشجار تموت واقفة!

في زحمة هذا التردي العربي المتودد لتل أبيب وواشنطن تارة أو المتردد أمامهما تارة أخرى تأتيك من ساحات الصراع المباشرة قصص تشد العزيمة لأبطال حقيقيين يجسدون صرخة الرفض الفطرية الأولى عند الولادة، قصص لشبان وشابات لم يأخذوا بمظاهر رفاهية العيش المصطنعة ولا الموبايلات والسيارات أو الكليبات والـSMS مثلما لم ينساقوا وراء دعوات الاقتتال الداخلي، ومنها قصة الشهيد الفلسطيني الشاب أحمد سناكرة من الضفة الغربية كما أوردتها نشرة دنيا الوطن يوم الأحد 20/1/2008 والتي نوردها نقلاً عنها فيما يلي مع التحفظ على الخلط بين مفردات «الموت» و«الوفاة» و«مقتله» و«الاستشهاد»:

المؤتمر الوطني الفلسطيني: كسر الحصار ليس مستحيلاً

فتتح في مجمع صحارى قرب دمشق صباح الأربعاء 23/1/2008 «المؤتمر الوطني الفلسطيني» الذي من المقرر أن يستمر ثلاثة أيام بحضور معظم الفصائل الفلسطينية باستثناء الجبهتين الديمقرطية والشعبية وحزب الشعب، تحت شعار «التمسك بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني ـ والوحدة الوطنية طريق للتحرير والعودة».

تجهيز «البنية التحتية للتطبيع» بالصحف والكليبات

صحيفة يديعوت أحرونوت «الإسرائيلية» تفاخرت في عددها الصادر يوم الثلاثاء 15/1/2008، أنها تمكنت من ادخال صحافية «إسرائيلية» إلى المملكة العربية السعودية لتغطية زيارة الرئيس الأمريكي جورج بوش إلى الرياض حسبما أكدت صحيفة القدس العربي في عددها 16/1/2008.

«نعالك أشرف من عقالاتهم»: عطا الله حنا رفض استقبال بوش

في الوقت الذي كان ملوك الخليج يحضرون مراسم الجولات السياحية الاستثنائية للرئيس الأمريكي جورج بوش فوق أراضيهم العربية، سجل رئيس أساقفة سبسطية في بطريركية الروم الأرثوذكس في القدس المحتلة، المطران عطا الله حنا، موقفاً عربياً أصيلاً برفضه استقبال مجرم الحرب بوش في كنيسة المهد في بيت لحم عندما «دنسها» خلال زيارته للأراضي المحتلة في مستهل جولته في المنطقة.

اشتباكات مخيم بلاطة ... علامات على الطريق!

لم تمض سوى ساعات قليلة على كلمات محمود عباس التي نطق بها في حضرة كوندوليزا رايس أثناء المؤتمر الصحفي الذي جمعهما بعد محادثاتهما قبل أيام في مدينة رام الله المحتلة، والتي طالب فيها «إسرائيل» (بتنفيذ التزاماتها ضمن خارطة الطريق وفي مقدمتها: تجميد الاستيطان، وإزالة الحواجز، وتسهيل التنقل)؛ حتى أكد بذات الوقت على (تعهده بمواصلة التزامات السلطة، وفي مقدمتها مصادرة الأسلحة من فصائل المقاومة). لم ينتظر الطرف الفلسطيني تنفيذ التزامات حكومة العدو بخطوات الخارطة الأولى، بل باشر تنفيذ تعهداته - لأنه يعرف تماماً أن انتظاره سيطول إلى مالانهاية من خلال أوامره لقوات الأمن التابعة لحكومة فياض التي دخلت مدينة نابلس المحتلة قبل أقل من أسبوع والتي بلغ تعدادها 308 عنصر، نتيجة الاتفاقات الأمنية التي يقوم على رعايتها ومتابعتها الجنرال الأمريكي دايتون- بمصادرة سلاح أحد المقاتلين «المطلوبين للعدو» على مداخل مخيم بلاطة شرق مدينة نابلس المحتلة، مما أدى لحصول اشتباكات مسلحة مع المجموعة الفدائية المستهدفة التابعة لكتائب شهداء الأقصى، الذراع المسلح لحركة فتح، والتي رفضت كل الدعوات (المستهجنة والخطيرة والمتساوقة مع مخططات الاحتلال الهادفة نزع سلاح مجموعات المقاومة التي تدافع عن الشعب والأرض في مواجهة الغزاة). 

عام جديد و مجازر متجددة!

استقبل الفلسطينيون عامهم الجديد، بنفس المشاعر والطقوس التي ودعوا بها عامهم المنصرم، فالدماء والدموع والإرادة الفولاذية على الصمود والمواجهة في مواجهة خطة الموت الجماعي التي تمارسها حكومة العدو الصهيوني، كانت الإطار الذي اعتاد الفلسطينيون على ممارسة حياتهم ضمنه في الضفة والقطاع. فالمجازر الوحشية اليومية حصدت خلال الأسابيع القليلة التي أعقبت انفضاض كرنفال «أنا بوليس» أكثر من مائة وعشرة شهداء، بالإضافة إلى المئات من الجرحى في عمليات تتراوح في أبعادها مابين التوغلات المتنقلة، والاجتياحات المحدودة، مترافقة مع الحصار الخانق الذي أودى بحياة أكثر من خمسين مريضاً كانوا بحاجة للعلاج خارج القطاع، وكل ذلك يأتي ضمن سياسة «الموت الفردي» التي يحرص قادة العدو ألا تستنفر في آثارها المشاعر «الغافية» للرأي العام الدولي!