تجهيز «البنية التحتية للتطبيع» بالصحف والكليبات
صحيفة يديعوت أحرونوت «الإسرائيلية» تفاخرت في عددها الصادر يوم الثلاثاء 15/1/2008، أنها تمكنت من ادخال صحافية «إسرائيلية» إلى المملكة العربية السعودية لتغطية زيارة الرئيس الأمريكي جورج بوش إلى الرياض حسبما أكدت صحيفة القدس العربي في عددها 16/1/2008.
وقالت «أحرنوت» في صفحتها الأولى، تحت عنوان «إسرائيلية في أرض الإسلام» إن مراسلتها «اورلي ازولاي»، دخلت السعودية ضمن حاشية بوش، وأانه بعد وصول الطائرة إلى مطار الرياض الدولي، قام ممثل وزارة الإعلام السعودية بمنحها بطاقة الصحافة السعودية الرسمية، لافتة إلى أنها افتتحت مكتبا مؤقتا للصحيفة «الإسرائيلية» في العاصمة السعودية.
ولفتت الصحافية أيضاً في تقريرها الذي وصل مباشرة من الرياض، أنها فوجئت عندما وصلت إلى غرفة الصحافة وشاهدت لافتة وقد كتب عليها باللغة الانكليزية صحيفة «يديعوت احرونوت»، مؤكدة أن جميع هذه الإجراءات تمت بعلم وبموافقة من السلطات الرسمية في المملكة.
وزادت اورلي ازولاي قائلة إن النبأ عن وصول صحافية «إسرائيلية» إلى الرياض، أثار الفضول لدي الجميع في المكان، وبعد مرور فترة قصيرة من الزمن وصل ثلاثة مندوبين من التلفزيون السعودي الرسمي وطلبوا منها أن توافق على المشاركة في برنامج سياسي وببث حي ومباشر في التلفزيون ووافقت علي ذلك، وقد تم تقديم الحلقة بمشاركة الصحافية «الإسرائيلية» مساء الثلاثاء.
وقالت الصحافية أيضا، إنها زارت السعودية قبل حوالي عشرة أشهر برفقة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ولكن خلافا للمرة السابقة، أكدت أن الأمور جرت هذه المرة بشكل عادي وأن الحديث مع المسؤولين السعوديين تم علي مرأى ومسمع جميع من وُجد في بهو الفندق وفي مكتب الصحافة، مشيرة إلى أنها في المرة السابقة أخفت حقيقة كونها «إسرائيلية»، لكي لا تزعج السعوديين.
وسبق هذا التحول «التطبيعي» انتشار أنباء مؤكدة مفادها أن شركات الهواتف الخليوية في «إسرائيل» تزود مستخدميها بخدمات تصل مباشرة من السعودية، حيث تنتشر في الكيان صرعة جديدة وهي تلقي خدمات الهواتف الخليوية مباشرة من الرياض بواسطة شركة روتانا، التي يملكها الأمير وليد بن طلال، الذي يجري اتصالات مع جهات «إسرائيلية» تهدف إلى إقامة فندق على أرض عربية عند شاطئ «تل أبيب». (وقد نشرت قاسيون خبراً بهذا الخصوص في العام الماضي)
وحسب ما ذكرته مؤخراً صحيفة معاريف الإسرائيلية فإن شركات الهواتف الخليوية في «إسرائيل»: بيليفون، اورانج وسيلكوم، وقعت عقودا مع شركة روتانا بواسطة طرف ثالث.
وبموجب الاتفاق فإن زبائن الشركات «الإسرائيلية» بإمكانهم إنزال أية أغنية أو أي مسلسل من إنتاج روتانا على أجهزتهم الخلوية، وأنه بموجب الاتفاق، فإن الأموال التي يدفعها المستخدمون «الإسرائيليون» تصل في نهاية المطاف إلى الشركة السعودية.
وأشار مراسل شؤون الشرق الأوسط في الصحيفة «الإسرائيلية» جاكي حوغي، الذي أورد النبأ، أن مكتب روتانا في الرياض رفض التعقيب على النبأ، بعد أن علم مدير المكتب بان الصحافي هو «إسرائيلي».
وأكدت الصحيفة أن جميع الأطراف في القضية المذكورة على علم بأن الحديث يجري عن عملية تطبيع بين الرياض وتل أبيب، ولكنهم يرفضون التطرق إلى المسألة، مشيرة إلى أن الاتفاق تم التوقيع عليه بواسطة طرف ثالث للتمكن من الالتفاف علي العائق السياسي.
وأضافت أن ممثلة شركة روتانا في مناطق السلطة الفلسطينية هي شركة الناشر، التي تتخذ من رام الله مقرا لها، في حين أعلنت شركة «نيو ساوند انتراكتيف» من القدس المحتلة عن موافقتها على تمثيل الشركة السعودية في «إسرائيل».
وأوضحت الصحيفة أن «روتانا» ليست الوحيدة في السوق «الإسرائيلي»، لأن شركة الفضائيات المصرية «ميلودي»، التي يملكها جمال مروان، نجل أشرف مروان (متوفى)، الذي تقول «إسرائيل» إنه كان أكبر جاسوس لها، يقوم هو الآخر بتزويد مستخدمي الشركات الخليوية «الإسرائيلية» بالخدمات مثل تنزيل وتحميل الأفلام والفيديو كليبات.
وأشار المراسل «الإسرائيلي» إلى أن ممثل مروان في القاهرة خالد عويس، رفض التعقيب على الخبر لصحيفة «معاريف» .