البوصلة واضحة… استهداف إيران هو استهداف للإقليم!
بالرغم من أن دعم الولايات المتحدة للعدوان الصهيوني على إيران علني، إلا أن الساعات التي تلت بدء الهجوم شهدت ظهور مواقف مثيرة للاهتمام من الدول الأساسية في الإقليم وخارجه، والتي تتفق جميعها من حيث الإطار العام على خطورة هذا الاستهداف، وعلى حق إيران في الدفاع عن نفسها، والأهم، أن الدول التي أعلنت مواقف من هذا النوع ترتبط معظمها بعلاقات واسعة مع الولايات المتحدة، لكنّها مع ذلك اختارت مساراً مختلفاً.
موقف سعودي بارز
لم تتأخر الخارجية السعودية لإصدار بيانٍ ترفض فيه الاعتداء الإسرائيلي على إيران، لكن ولي العهد السعودي اتصل بالرئيس الإيراني يوم السبت 14 حزيران، وحمّل المكالمة رسائل لا يستهان بها، إذ أدان بن سلمان «بشدة الاعتداءات الظالمة للكيان الصهيوني على إيران» وقال: إن «السعودية تقف بثبات إلى جانب إخوتها في الجمهورية الإسلامية، وأن العالم الإسلامي اليوم موحد الصوت والموقف في دعم إيران» وأضاف: «نعتقد أن [إسرائيل] تسعى من خلال تصعيد التوترات إلى جرّ الولايات المتحدة إلى قلب الصراع، ولكننا على ثقة بأن رد إيران المتّزن والعقلاني سيُفشل هذه المحاولات» بل وتعهد بأن تقدّم السعودية «أي دعم ضروري لإخوتها في إيران». من جانبه قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان: إن «تعزيز الوحدة والأخوّة بين الدول الإسلامية هو السبيل الأمثل لمواجهة الجرائم [الإسرائيلية]» كما عبّر عن أن الدور الذي تلعبه المملكة السعودية هو «دورٌ محوريّ في توحيد الصف الإسلامي للدفاع عن حقوق الشعوب المسلمة».
مواقف أخرى
اعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أيضاً، أن العدوان «الإسرائيلي» على إيران «استفزازاً من شأنه أن يلحق ضرراً جسيماً بأمن المنطقة» وأشار إلى أن «إسرائيل» تعمل من خلال هذه الهجمات على تقويض الجهود الرامية إلى حل ملف البرنامج النووي الإيراني، ولفت الانتباه إلى أن «المنطقة غير قادرة على تحمل أزمة جديدة، وأن استمرار المفاوضات النووية هو السبيل الوحيد لحل النزاع». في مصر لم يكن الموقف مختلفاً، بل اتسق إلى حد كبير مع الموقف التركي والسعودي، وأعلنت القاهرة عن خطوات احترازية لتقليل النتائج المحتملة لتوسع هذا الصراع.
في باكستان ظهر موقف مميز آخر داعم لإيران، بل إن بعض التقارير بدأت تنقل أنباءً عن تزويد باكستان إيران بصواريخ وعتاد عسكري، وعلى المستوى الرسمي أعرب رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف عن «تضامنه الكامل» مع إيران، وأعلن صراحة ما تراه تلك الدول حين قال «[إسرائيل] استهدفت إيران واليمن وفلسطين. وإذا لم تتحد الدول الإسلامية الآن، فإنها تواجه كلها المصير نفسه».
في الحقيقة، تدرك الدول الأساسية في المنطقة والمجاورة لإيران، أن الهدف الفعلي للعدوان الصهيوني إنما يستهدف كل الإقليم، وهم لذلك تحديداً لا يتعاملون مع ما يجري على أنّه مجرد دعم دبلوماسي أو سياسي، بل أكثر بكثير من ذلك، فكلمات شريف تعكس إلى حدٍ كبير وجود قناعة حقيقة بحجم التهديد الماثل أمام الشرق الأوسط، ولهذا لا يمكن بأي شكل أن ننظر إلى هذه التصريحات بوصفها «كلمات» فحسب، بل تعكس مستوىً جديداً من فهم المصالح المشتركة للدول في هذه المنطقة.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1230