«عربات جدعون» ... وحشية الصهيوني تتناسب طرداً مع أزمته

«عربات جدعون» ... وحشية الصهيوني تتناسب طرداً مع أزمته

عاد «الصهيوني» لممارسة وحشيته بدرجة أعلى مع بدء ما أسماه عملية «عربات جدعون» العسكرية في قطاع غزة منذ يومين، من أجل «تحقيق أهداف الحرب»، في القضاء على المقاومة الفلسطينية في القطاع، واستعادة الأسرى «الإسرائيليين».. إلا أن جل ما يحققه الصهيوني مجدداً هو تدمير المنازل والإيغال بدماء المدنيين.

انطلقت عملية «عربات جدعون» بعد جملة من الأمور والأحداث التي جرت وتجري بالضد من مصلحة الصهيوني:

أولاً: انتهاء جولة الزيارات الخليجية التي أجراها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب– دون أن تطأ قدمه «إسرائيل»- بما تخللها من إعلانات واتفاقات وتقارب مع دول المنطقة، ولعل الإعلان الأهم الذي جاء بالضد من «الأهداف الإسرائيلية» هو رفع العقوبات عن سورية، ذلك بصرف النظر عن مدى جدية هذا الإعلان بخطاه العملية ومواعيده وحجمه.

ثانياً: الإفراج عن الأسير «الإسرائيلي» حامل الجنسية الأمريكية، ألكسندر عيدان، بعد مفاوضات مباشرة جرت بين المقاومة الفلسطينية والوفد الأمريكي، متخطين بذلك «إسرائيل»، وقد وضع هذا الأمر الأخيرة بموقع استحقاق وتساؤل داخلي أكبر من السابق أمام المعارضة والمجتمع «الإسرائيلي» وبشكل خاص عائلات الأسرى، ومنه زاد الضغط الداخلي من أجل وقف الحرب وإنجاز الاتفاق.

ثالثاً: إعلان الولايات المتحدة الأمريكية وقف عملياتها العسكرية ضد المقاومة في اليمن، بعد التوصل معها لاتفاق بعدم استهداف السفن الأمريكية فقط.

رابعاً: استئناف المفاوضات المباشرة الإيرانية– الأمريكية حول الطاقة النووية، بما فيها من مؤشرات جيدة عملياً، تتناقض مع الخطابات الإعلامية– الشكلية بالتصعيد والحرب وما شابهها.

خامساً: المفاوضات ما بين السعودية والولايات المتحدة حول توريد الطاقة النووية، دون اشتراط «التطبيع» مع الصهيوني.

سادساً: عودة الحديث سياسياً وبشكل أعلى حول موضوع «حل الدولتين» وتسريعه، فضلاً عن أن كل المؤشرات تدل بالمضي نحو تحقيقه.

بناء على ما سبق، وفي سياقه، وباعتبار حكومة نتنياهو مدركة جيداً لحربها «الوجودية»، وغيرها من العوامل والضغوط، انطلقت عملية «عربات جدعون» بوحشية أعلى، وإذ أن هدفها المعلن هو «تحقيق أهداف الحرب»، فإنها عملياً تهدف إلى التنفيس عن الأزمة الداخلية، وقمع أصوات الداخل المعارضة، وإنقاذ الحكومة «الإسرائيلية» من تهديد طيفٍ متطرفٍ من تكتل نتنياهو بالانسحاب منه، إذا ما وافق على إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، أو مضت الحكومة بأيّ اتفاقات مع المقاومة، وعلى رأسهم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، وهي محاولة جديدة بهدف تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، والضغط على مصر بذلك، والغاية من التهجير– بالتوازي مع ما يجري في الضفة الغربية– هو إبعاد الحديث عن قيام الدولة الفلسطينية.

وتتناسب العملية الجديدة طرداً مع مستوى الأزمة التي يعيشها الكيان الصهيوني، فكلما تعمقت الأزمة، ترتفع وحشيته: حصار اقتصادي خانق يمنع دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية والأدوية، ويحد بشكل كبير من دخول الغذاء خلال الفترة السابقة، وتوازى مع بدء قصف جوي ومدفعي عنيف ودخول بري واسع، راح ضحيته خلال يومين قرابة 50 طفلاً.

وبينما تؤكد المقاومة الفلسطينية استعدادها لإبرام اتفاق ينهي الحرب، ويعيد جميع الرهائن، وتسليم إدارة القطاع كاملاً لشخصيات تكنوقراط بعد انسحاب القوات الصهيونية، ترفض «إسرائيل» ذلك وتختلق الذرائع مراراً... إن تضحيات الفلسطينيين العظيمة لن تذهب سدى رغم المخاطر الكبيرة جداً، لكن ما لم يحققه الصهيوني بدعم الأمريكي غير المشروط له، لن يحققه الآن بتراجع الأخير وانسحابه من المنطقة.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1227