قضايا الشرق .. هل تتوقف حرب غزّة الآن؟

قضايا الشرق .. هل تتوقف حرب غزّة الآن؟

لم يكن للحرب «الإسرائيلية» على قطاع غزّة أن تستمر لولا الدعم الأمريكي، بل إن هذه الحرب بدت مخرجاً للولايات المتحدة المأزومة، التي سعت بشكلٍ حثيثٍ لاستخدامها كصاعق تفجير للمنطقة برمتها، وكانت الأهداف العسكرية المعلنة مجرّد غطاء أمام الهدف الأكبر، وهو الفوضى.

تسود المنطقة اليوم حالة من الترقب مع إعلان الرئيس الأمريكي عن خطة جديدة بخصوص غزّة، تهدف للوصول إلى وقف إطلاق للنار كجزء من خطة شاملة، ما يجري تداوله حتى اللحظة يركز على انسحاب «إسرائيلي» من القطاع، ووقف الحرب 70 يوماً كمرحلة أولية، مع تسليم للرهائن، وإطلاق سراح معتقلين فلسطينيين، وذكرت تقارير أن مستقبل القطاع بحسب الطرح الأمريكي يمكن أن يكون بيد إدارة «تكنوقراط» حتى أن بعض التقارير لم تستبعد مشاركة حماس في هذه الإدارة «في حال أسقطت سلاحها» وهو ما لا يتسق على الإطلاق مع توجّهات المقاومة الفلسطينية المسلحة.

بعيداً عن التكهنات والتقارير التي يجري تداولها، يبدو أن الرئيس ترامب يفكر حقاً بطرح يهدف لخفض التصعيد، وهو بحد ذاته مؤشر جديد على فشل المساعي الأمريكية طوال مدّة الحرب الدموية، بل إن واشنطن ترى أن استمرار الحرب بهذا الشكل أصبح عقبة أساسية أمام الاستدارة الأمريكية في المنطقة، التي تفرض على الإدارة الحالية تقديم «تنازلات» أو مؤشرات على حسن النوايا قبل الجولة المرتقبة في منطقة الشرق الأوسط، حتى وإن كانت مضطرة للجم العدوانية الصهيونية، والضغط على حكومة نتنياهو، أو حتى العمل على إسقاطها.

فدول الإقليم الأساسية كانت ترى نفسها مستهدفة من استمرار الحرب، وتدرك أيضاً أن الولايات المتحدة قادرة على وقفها، وربما كان وقف الحرب واحداً من الشروط الأساسية لبحث الملفات الأخرى في المنطقة. وإن كان الحديث عن مبادرات لهدنة، أو وقف الحرب في غزّة بات مكروراً إلا أننا اليوم نشهد معطيات جديدة في السلوك والوزن الأمريكي.

ففي اليمن، أعلن ترامب من جانب واحد عن وقف لإطلاق النار، وأعلن أن هذا القرار مرهون بوقف هجمات الحوثيين، لكن «أنصار الله» اعتبروا القرار الأمريكي انتصاراً لهم، لا بل أعلّنوا أنّهم مستمرون في «استمرار استهداف السفن [الإسرائيلية] خارج نطاق الاتفاق» ما يشير إلى أن الرئيس الأمريكي تراجع عن القرار العسكري، دون أن يحقق الغرض الأساسي الضمني، وهو «حماية إسرائيل» ما يضع الأخيرة تحت ضغط شديد، ويحرمها من قدراتها على المماطلة في إيقاف الحرب!

ما يجري في اليمن، واستئناف المفاوضات على الملف النووي الإيراني، هو تراجع أمريكي جديد، وتأكيد على أن الوزن الأمريكي يتغير بسرعة كبيرة.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1226