قضايا الشرق .. المقاومة ومصير منطقتنا؟!
قبل أن يعلن حزب الله عن استشهاد أمينه العام حسن نصر الله صدر عن الإمام الخامنئي بيان مقتضب بهدف التعليق على الاستهداف الصهيوني لمقر قيادة الحزب في الضاحية الجنوبية، وحمل البيان بشكلٍ من الأشكال إجابة عن كثير من التساؤلات التي طرحت في الأيام الماضية.
قال قائد الثورة الإيرانية: «فليعلم المجرمون الصهاينة أنّهم أحقر بكثير من أن يُلحقوا ضرراً يُعتَدُّ به بالبنية الصّلبة لحزب الله في لبنان» وأضاف أن قوى المقاومة هي من ستقرر مصير منطقتنا، وعلى «رأسها حزب الله الشامخ».
قد تبدو هذه الكلمات جملاً إنشائية، لكنها في الواقع تحمل مضموناً سياسياً كبيراً، وتحديداً ذلك الجزء الذي يتحدث عن مصير المنطقة، فما نشهده اليوم هو مفصلٌ تاريخيٌ مهم حتماً، وبعد اللحظات الأولى من عملية طوفان الأقصى، بدأت تخرج بعض الأصوات التي تقول: إننا أمام حدث مفصلي فعلاً، ثم تحولت هذه الأصوات القليلة إلى هدير يصمّ الآذان. لكن ظل السؤال المطروح أمامنا هو: كيف يمكن أن نفهم طبيعة هذا التحوّل واتجاهه العام.
فتاريخنا الحديث وتاريخ دول الشرق لا يمكن قراءته بعيداً عن تاريخ الكيان الصهيوني، فهذا الأخير تحوّل إلى حائط كبير قَسم منطقتنا، وعمل كذراع متقدّمة للاستعمار والصهيونية، وهو لذلك تحديداً أدى دوراً في تاريخنا المعاصر، وبنية دولنا، وأثّر على كل جوانب حياتنا.
وبالعودة إلى اللحظة التاريخية الراهنة، يمكننا القول: إن قوى المقاومة استطاعت خلال عقدٍ من الزمن أن تراكم إنجازات حقيقية، تحوّلت تدريجياً إلى واقع جديد، أدركت فيه هذه الفصائل أن مصيرها مشترك، وأن عدوّها واحد، فجاء شعار «وحدة الساحات» ليعبر عن مستوى نوعي لفهم طبيعة الصراع، وأكدت الأزمة الأساسية للكيان، أن سياسات التفرقة لعقود مضت لم تحقق النتيجة المرجوة، ونجحت هذه الفصائل بإيجاد أرضية جديدة للتوحيد، لا تشمل الفصائل الفلسطينية وحدها بل أيضاً تنظيمات مقاومة في محيط فلسطين، تقوم على أساس الحق المشروع بمقاومة الاحتلال بالأشكال الممكنة كافةً.
إن إنهاء المشروع الصهيوني هو الطريق الإجباري، وفاتحة لمرحلة جديدة من تاريخنا، ولذلك يتحّول فعل المقاومة- وبغض النظر عن تعبيراته وخلفيات القوى المشاركة فيه- إلى حالة فريدة نشهد فيها ملامح عالمنا الجديد، وننتقل تدريجياً من حالة المراقبة الساكنة، إلى حالة من المساهم في صياغة ذلك المستقبل الذي ننشده.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1194